TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت: جيرار كوران

كلاكيت: جيرار كوران

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:04 م

 علاء المفرجيكاتب، ممثل، شاعر، منتج، وبالطبع سينمائي، فرنسي ولد في ليون المدينة التي شهدت فجر السينما..هو أيضاً مكتشف ومخرج (سينماتون)، الذي دخل به تاريخ هذا الفن بوصفه الفيلم الأطول في تاريخ السينما، بدأ العمل به منذ منتصف سبعينيات القرن المنصرم وما زال مستمراً حتى هذه اللحظة.
في غير مهرجان سينمائي صادفنا يحمل كاميرته، ومنشغل بالتوثيق.. قدمه الناقد صلاح سرميني في مهرجان الخليج.. ليتعرف جمهور المهرجان على إحدى أهم تجارب السينما التجريبية.جيرار كوران سينمائي فرنسي صنع العديد من الأفلام لكنه استقر لانجاز فيلمه الأطول، وهو عبارة عن "مشروع غريب بورتريهات مؤفلمة أطلق عليها اسم (سينماتون) لشخصيات فنية وثقافية".الناقد صلاح سرميني لخص تجربة كوران في كتيب صدر عن مهرجان الخليج السينمائي، يقف فيه بحكم علاقته الوثيقة مع هذا السينمائي الطليعي، عند تفاصيل هذه التجربة الفريدة في عالم الفن السابع.سينماتون بورتريهات متسلسلة لشخصيات سينمائية غالباً ما تقف أمام الكاميرا في لقطة ثابتة، لفترة ثلاث دقائق وبعض الثوان، وهي الزمن الفعلي لعلبة شريط فيلم 8 ملم. تجلس كل شخصية تماماً كما الحال أمام كاميرا تصوير فوتوغرافي..ومنذ عام 1978، و156 ساعة حتى لحظة إعداد الكتاب، مرّ أمام كاميرا كوران شخصيات مثل غودار، فيلم فيندرز، جوزيف لوزي، جاك مونوري ومئات غيرهم.يذكر كوران أن احد الأهداف الرئيسية لانجاز عمله، هو تكوين أرشيف عن الفن، وبشكل خاص عن الوسط الفني، حيث الموضوع المؤفلم يقترح لحظات حقيقية عظيمة لنفسه، على الرغم من محاولة البعض إخفاءها.يرى سرميني أن أكثر ما يثير الاهتمام، تلك الحرية التي يمنحها "جيرار" للموضوع المؤفلم (الشخص الذي يصوره)، ورغبته في إشغال مساحة الصورة مكانياً، وزمانياً، حيث يكتفي البعض بفعل إيماءات في الوجه، أو ردود أفعال جسدية إرادية، أو لا إرادية، بينما ينجز البعض الآخر مآسي إيمائية حقيقية تلخص حالة نفسية مؤقتة.وعلى الرغم من إعلان كوران _كما يرى سرميني _ عن حياده بإستخدامه لوجهة نظر موضوعية تتحدد بالعلاقة ما بين الكاميرا، والموضوع ، إلا أن النتيجة تتعدى ذلك، ليصبح العمل ذاتيا بحت.وإذا كان سينماتون الاطول والاقل كلفة فان "مخرجه تندرا هو اكثر المخرجين كسلا في العالم"، إذ يختار شخصا بالمصادفة ويكتفي بوضع الكاميرا في مواجهته على بعد متر ونصف، ومن ثم يسترخي قليلا حتى ينتهي الشريط الخام في العلبة، وبعد تحميضه يلصقه على ما سبقه من أشرطة.   وإذا كانت الفرص قد سنحت لنا في مهرجان الخليج الأخير، مشاهدة أجزاء من سينماتون كوران، فإن الجهد الذي بذله الناقد صلاح سرميني من خلال كتابه (جيرار كوران، هل هذه سينما حقاً؟) جعلتنا في قلب هذه التجربة الجميلة والغريبة.. فسرميني لا يكتفي بالتعريف بمنجز هذا المخرج الفرنسي الموازي لمشروعه سينماتون بل يذهب إلى الغوص في تفاصيل هذا المشروع. من خلال قراءة متأنية لهذه التجربة التي يسميها في احد فصول الكتاب (المغامرة السينماتوتية).. وبلا شك أن هذا الجهد يتيح للقارئ العربي الوقوف عند هذه التجربة الجميلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram