اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أطفال يقضون العطلة الصيفية بـ(السخرة) والتسكع بالشوارع

أطفال يقضون العطلة الصيفية بـ(السخرة) والتسكع بالشوارع

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:11 م

 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/محمود رؤوفظروف متكررة ومشاهدة كل يوم ومن لا يعرفها فهي أصبحت كالظاهرة الشائعة في المجتمع، بات الطفل العراقي حاملا هما بحجم الجبل معيلا للعوائل ، وآخر يتسكع في الشوارع باحثا عن لقمة سرقها الزمن من شريحته المنهكة، وآخر تراه يعمل عملا من الصعب أن يعمله ويجيده الرجل الكبير ليأخذ مكان الأب في إعالة أفراده بعد أن غادر الدنيا نتيجة انفجار إجرامي، أودى بحياته، أو اغتيال أو ما شابه ذلك.
 أطفال يتساءلون لماذا هذا قدرنا ولما نحن هكذا، وبماذا نختلف عن الأطفال الذين يتمتعون بامتيازات ما انزل الله بها من سلطان؟ و في كل جوانب الحياة وبكل طياتها راسمين علامات الاستفهام على وجوههم للوطن ولمن يحكمه.rnحقوق الطفل إلى أين؟كما نعلم أن من حقوق الطفل أن تتوفر له بيئة صحية جيدة ووسائل تعلم متطورة وأماكن ترفيه متنوعة، هذه الحقوق التي من الواجب أن توضع للطفل وهي موجودة في جميع بلدان العالم باستثناء وطن تغنى بالحزن منذ قرون بعيدة، ليتوشح بوشاح الحروب تاركا كل الحقوق لأبنائه فبدلا من أن يكون للطفل مكان يرفه فيه عن نفسه في أيام العطل ومكان للتعلم بوسائله الحديثة وبدلا من أن يتمتع بصحة جيدة في ظل بيئة صحية جيدة ، فهو مضطر الى ان ينزل للشارع .عدة تساؤلات نضعها امام المسؤولين   ،اما كان الاجدر بالحكومات المركزية والمحلية المتعاقبة ان تخصص ولو جزءا من الميزانية العامة للدولة منذ عام 2003 وحتى اليوم لرعاية أطفالنا، خاصة وان مليارات الدولارات ذهبت نهبا لحسابات تخص هذا المسؤول او ذاك، الا يستحق تخصيصها لرعاية من يقع على عاتقهم بناء مستقبل العراق وهم شريحة الاطفال الا من حقهم العيش بامان وسلام ؟آراء المتخصصونيقول عبد الصمد هادي أستاذ مادة علم النفس جامعة بغداد لـ(المدى): إن حقوق الطفل تنتهك يوميا بالعلن وبالسر! والبعض الآخر نشاهده يوميا من خلال استخدام الأطفال الحديثي الولادة، او من لم يتجاوز عمره سنة او سنتين في التسول من قبل النساء والرجال،  وهو ما يثير الشك في انتماء هؤلاء الأطفال لعصابات الخطف، الامر يتطلب الوقوف على أسباب هذه الظاهرة سواء من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او من قبل الحكومات المحلية التي لا يهمها الا خوض الانتخابات وشحذ الهمم للحفاظ على الكراسي ، دون ان تحرك ساكنا طوال السنين الماضية. أين نقضي العطلةيقول مروان احمد البالغ من العمر 11 عاما :في ايام العطلة الصيفية اقوم ببيع قناني الماء في تقاطع منطقة اليرموك من اجل المساعدة في اعالة عائلتي الساكنة في منطقة البياع مع اخي الذي ترك  الدراسة في الصف الرابع الاعدادي بعد فقدان والدي الذي قتل ابان العنف الطائفي وكنا صغارا، والدي كان بيع الخضار والفواكه، متسائلا " اين اذهب واقضي العطلة فلا توجد اي مراكز للترفيه غير اللعب في الشوارع "؟. محمد مازن البالغ من العمر 7 سنوات يبين: ان  اخر يوم من انتهاء امتحان الصف الاول الابتدائي كان هو اول يوم ينزل فيه الى  الشارع ليبيع علب المناديل مع والده في تقاطع الجادرية وهو سعيد بهذا العمل ولديه يوم عطلة هو يوم الجمعة يلعب مع اصدقائه في الشارع كرة القدم .أما صديقه عبد الله الذي لم يتعلم القراءة والكتابة لأنه كما يقول: ترك المدرسة وهو لم يكمل الصف الثاني الابتدائي، على الرغم من حبه للمدرسة يضيف: "ما زلت أحب المدرسة واحلم باليوم الذي اخرج فيه بملابس نظيفة حاملا حقيبتي المدرسية وليس كيس العلب الفارغة الذي تزداد كراهيتي له كلما نظرت إلى احد تلاميذ المدارس وهو يحمل حقيبته المدرسية على ظهره".هموم أولياء الأمورتقول بلقيس وهي أم لثلاثة أطفال : كل عطلة صيفية ونحن نواجه نفس المعاناة  وهي عدم وجود الوسائل الترفيهية المناسبة لأطفالنا، انقطاع التيار الكهربائي جعلهم يجلسون اكثر الاوقات في الشوارع او حتى رغبتهم بالعمل والانضمام لبائعي  قناني الماء، وأحد اولادي يبلغ من العمر 9 سنوات فعل ذلك رغبة منه في  مشاركة ابن الجيران الذي يقضي معظم الوقت ببيع قناني الماء على المارة والسيارات قرب جسر الجمهورية لكن نحن ماذا نفعل إذا كانت الحكومة لا تفعل وتوفر ابسط حق من حقوق الأطفال . بينما علق ابو سجاد قائلاً: أطفالي يقضون أوقاتهم في نوم عميق ومتابعة التلفاز أكثر من المعتاد مما يؤدي الى الضجر ، ومعاناتي هي التفكير في كيفية الخروج الى الأقارب وأنا لا أحب الخروج دائما من البيت ،ولم اضع اي برنامج لاني لم استطع السيطرة على اي وضع لان الكل في عمر المراهقة وهو عمر العناد اضافة الى ان الوضع الامني غير مستقر، وهم يريدون الذهاب الى القاعات الرياضية والملاعب المغلقة والمسابح وليس لدي المال الكافي لتوفير ذلك ولا توجد مراكز ترفيهية مجانية للشباب لهذا يقضون الساعات الباقية من النهار في الوقوف في الشوارع والازقة.rnالطرق على زجاج المسؤوليقول شرطي المرور اكرم منصور الواقف في تقاطع عبد الكريم قاسم "شارع 14 رمضان سابقاً" ما ان اطلق صافرة التوقف للسيارات المقبلة من جهة حي الجامعة حتى يتقافز جمع من هؤلاء الاطفال باتجاه السيارات المتوقفة، فمنهم من يطرق على زجاج السيارات طالبا من أصحابها فتحها لهم من اجل إقناعهم بشراء بضاعتهم، وآخرون يستغلون وقوف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram