علاء حسن ما قيل في العراق يساوي خطب جميع رؤساء ودول الكرة الأرضية، وعلى الرغم من أنها من وجهة نظر البعض تشكل مادة مهمة للدارسين والباحثين في مجال التاريخ السياسي المعاصر الا انها لم تستطع ان تستقطب "نفرا" واحدا من الجماهير تجعله يتعاطف معها او يصدق ما ورد فيها ،
احد العراقيين لديه استعداد لعرض وثائق صوتية واخرى مكتوبة تثبت صحة نظريته بان خطب الساسة والزعماء والرؤساء والمسؤولين في المناسبات الوطنية منذ اعتماد القادة والزعماء الخطب السياسية لاعلان مشاريعهم لتلبية مطالب الشعب العراقي ، وتحقيق اهداف الجماهير، كان العزوف عن سماعها مبكرا وقبل عشرات السنين ، لانها بنظر شريحة واسعة من المجتمع مجرد تسويق واستهلاك محلي ، لا يحقق شيئا على ارض الواقع في غياب الديمقراطية ، وتعطيل التنمية وانتهاك حقوق الانسان ، احد العراقيين المتابعين لخطب القادة والزعماء يجزم وبشكل قاطع انها لم تتجاوز اثارة الصداع ووجع الرأس والشعور بالقرف ، ويؤكد ان سماع الجالغي البغدادي والمربعات وما تحمل من تلميحات واشارات سياسية اكثر تأثيرا في الجمهور من خطبة سياسي حرص على استخدام عبارات من قبيل :"ان دل على شيء فانما يدل على ان العرب قادرون على تحقيق النصر الناجز على القوى الاستعمارية والامبريالية ، بالمشروع العروبي اليعربي الموحد " ومثل هذه العبارة وغيرها كمكافحة الارهاب والقضاء على ذيوله وحواضنه تمر مرور الكرام على السامعين ، ولاسيما ان الاحداث التي توصف بانها مجرد خروقات لا تشكل تهديدا للاوضاع الامنية لم يعد احد يصدقها سواء من اعتاد او اجبر على سماع خطب المسؤولين ، او عزف عنها حفاظا على سلامة اعصابه .المنطقة العربية معروفة بانها تمتاز بتصدير الخطب واستيراد موادها الغذائية من الخارج ، وهذه المعادلة تكشف بان الشعوب المعتادة على سماع خطب زعمائها لم تعد تفكر حتى الان في تطوير نموها الاقتصادي ، فظلت متخلفة ، لكنها تصر على رسم غد مشرق لشعوبها ، عبر الاحلام والاوهام ، وبخطب الزعماء المتواصلة يوميا ، وخارج المناسبات الوطنية والقومية ، فما ان يلتقي زعيم ما بعدد من ابناء العشائر حتى يبادر بشحذ الهمم بخطاب يتضمن تنفيذ مشاريع ستراتيجية في المستقبل القريب للارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطنين ، والقضاء على الفقر بخطة تنموية انفجارية يتم تطبيقها بعد ان تتفهم القوى السياسية دورها الوطني في خدمة الشعب والعمل على اسعاده بنبذ خلافاتها ، والتمسك بالدستور ، وسابقا لم يذكر احد من المسؤولين السابقين مفردة الدستور لكنه يشير الى الالتفاف حول القيادة الحكيمة للحزب الحاكم .حال العراقي اليوم لا يختلف عن حاله قبل عشرات السنين ، ولكثرة سماعه خطب الزعماء والرؤساء راوده الشك بان الجميع جعلوه "تختة" لثرم البصل والفارق الوحيد في عملية الثرم يتعلق بالبصل نفسه في الماضي كان محليا واليوم يستورد من دول الجوار ، ليرسخ حقيقة التدخل الاقليمي في الشأن العراقي .
نص ردن: حال العراقي
نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:20 م