TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: المالكي يستجير بأوباما!

كتابة على الحيطان: المالكي يستجير بأوباما!

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:20 م

 عامر القيسيقال مستشار رئيس الوزراء الإعلامي علي الموسوي، إن رئيس الوزراء نوري المالكي طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل لمنع شركة النفط العملاقة إكسون موبيل من المضي قدما في صفقة مع إقليم كردستان، محذّراً من تداعيات وخيمة على استقرار العراق.
 وكما جاء نصا بحسب رويترز "أوضح رئيس الوزراء نوري المالكي للرئيس أوباما في رسالة بعث بها هذا الشهر التداعيات الوخيمة لصفقة إكسون وتأثيرها السلبي على استقرار العراق"،.وأضاف الموسوي مفسّراً "مغزى الرسالة واضح: يجب أن تتدخل الإدارة الأميركية". والتدخل هنا يشمل، منطقيا،الضغط على  كل الأطراف المشاركة: الإقليم والمركز معاً!!التعليق الوحيد الممكن لاستجارة السيد المالكي هو أن الاستقواء بالخارج ليس سمة من سمات الكثير من القوى المنخرطة في العملية السياسية،وإنما انتقلت هذه العدوى بوضوح شديد إلى الحكومة العراقية ممثلة برئيس وزرائها، الذي لو جمعنا تصريحاته المتراكمة والمتواصلة والنارية عن استقلالية القرار العراقي وعن حل المشكلات الداخلية دون تدخلات خارجية لعبّأنا فيها مجلدات تبقى ذكرى مخادعة للأجيال القادمة،بل أن الكثير من تصريحات المالكي ومن حوله تكيل  التهم العلنية للآخرين باستقوائهم بالخارج على خصومهم الداخليين!!السيد المالكي بكل مستشاريه الأفذاذ يعجز عن التفاهم مع ثاني أكبر قومية في العراق بما تمثله من خصوصية في إقليم كردستان العراق، في قضية لها بنود في الدستور كما توجد بشأنها اتفاقات بين الإقليم والمركز، ومع ذلك يتحدثون عن مؤتمر وطني يضم الجميع لحل المشاكل دفعة واحدة،وفقهم الله في هذا المسعى.أخطر ما في الرسالة هو استخدامها مفردة " تداعيات وخيمة " والوخيمة هذه عادة ما يستخدمها المسؤولون الأميركان عندما يلوّحون بالعصا الغليظة في إشارة واضحة لإسقاط نظام أو شن حرب بأساليب مختلفة ومنها العسكرية، وهي العبارة التي استخدمها أكثر من رئيس أميركي ضد نظام صدام والتي أدّت في النهاية إلى نهايته المخزية.إذن نحن أمام خطاب لا يستقوي بالخارج فقط لحل المشكلات الداخلية وإنما يعيد إنتاج مفردات التلويح باستخدام القوة بما في ذلك شن الحروب والتهديد باستقرار العراق الذي من الممكن، حسب رسالة المالكي أن تعرّضة للانهيار، ويؤكد الخطاب من هذا النوع قول المستشار الموسوي "مغزى الرسالة واضح. يجب أن تتدخل الإدارة الأميركية".!!وإذا كان بقية الفرقاء يستقوون بالخارج سرّاً، أو ينكرون استقواءاتهم إعلامياً، فإن رسالة المالكي فتحت الأبواب أمام الآخرين لسلوك الطريق نفسه، إذا كانوا يرغبون  في ذلك، وفي أيديهم دليل رئيس السلطة التنفيذية في البلاد، وباستطاعتهم حسب هذا المنطق أن يطلبوا من الإدارة الأميركية ومن دول إقليمية أخرى دعمهم لسحب الثقة من المالكي، وإن لم يفعلوا ذلك، فإن لديهم الآن السؤال الـ26 في حفلة استجواب المالكي، لأنهم قالوا لدينا 25 سؤالا، ربما يكون الأخير الأكثر إثارة للجدل بين الأوساط السياسية. نسأل فقط: هل سيقوم ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه المالكي بالاستفسار منه عن نوع العواقب" الوخيمة " المنتظرة لكردستان؟ هل سيسألونه عن خطابات الاستقلالية ورفض تدخل الخارج بشؤون العراق الداخلية؟ وهل سيقوم التحالف الوطني نفسة بتوجيه مثل هذه الأسئلة للسيد المالكي؟ المطلوب، تفسير واضح عن:أولاً: الدعوة العلنية من دولة أخرى للتدخل العلني في الشأن المحلي!ثانيا: إلى أي حد ستكون تهديدات المالكي "وخيمة "؟!ثالثا: هل تعتبر الدعوة خرقاً فاضحاً للدستور وللثوابت الوطنية؟ننتظر من يجيب ويُسائل!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram