اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > النسوي والنسائي والأنثوي..محاولة لفكّ الاشتباك (2-2)

النسوي والنسائي والأنثوي..محاولة لفكّ الاشتباك (2-2)

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:36 م

أ د. نجم عبد الله كاظمانتقالاً إلى المجال الثاني (خصائص المرأة البايولوجية، وربما الاجتماعية والثقافية، وما يتعلق بها جسداً وجنساً وحاجات)، معروف أيضاً أننا نسمي خصائص المرأة وشؤونها ومتعلقاتها وحاجاتها، سواء المتعلق بها جنساً أو كياناً له خصائص بايولوجية مختلفة، النسائي والنسائية، فنقول الخصائص البايولوجية النسائية، فالحمل والولادة والعادة الشهرية هي نسائية وليست أنثوية أو نسوية، وتبعاً لذلك كان التخصص الطبي المعني بصحة المرأة وأمراضها نسائياً ونسائية،
 وكان هناك الجناح الطبي أو العلاجي النسائي في المستشفيات، بل إن الكثير من الميادين التي تنقسم ما بين الرجل والمرأة تُسمى أقساماً أو أجنحةً رجالية وأخرى نسائية، وندر أن نقول: قسم أو جناح نسوي، وربما لم يرد جناح أنثوي. ويتبع هذا الكثير من المجالات والأجنحة والميادين التي تُعنى بالمرأة وشؤونها أو تقدم خدماتها لها أو تستجيب لمتطلباتها، إذ صارت نسائية، وليست نسوية أو أنثوية إلا في النادر، فوجدنا الملابس النسائية، والأجنحة النسائية، والاستعلامات النسائية.. إلخ. وهكذا تكون موضوعات المرأة وشؤونها وهمومها في الأعمال الأدبية والفنية موضوعات نسائية.  وإذ لم يبق أمامنا غير الحقل أو الفرع الأخير من الحقل (وجهة نظر المرأة أو التي تمثلها، وتدعو، في ظل دخول مصطلح الجندر أو الجنوسة والحركات النسوية، إلى النظر إليها على قدم المساواة مع الرجل، وإلى تحرّرها من هيمنة الرجل في ظل الثقافة الأبوية/ الباترياركية)، نكون أمام تسمية أو مصطلح واحد متبقٍّ، هو (الأنثوي والأنثوية). والمهم الذي يكاد هذا الفرع أو المجال يختلف فيه، بدرجة أو بأخرى، عن الفرعين أو المجالين السابقين، أن وجهة النظر هذه إذ تأتي من نساء غالباً، فإنها صارت في العقدين أو الثلاثة الأخيرة كثيراً ما تأتي من رجال ايضاً. ولأن التطابق يبدو- لنا على الأقل- مقنعاً ما بين (النسوي والنسوية) والمجال أو الفرع الأول، وما بين (النسائي والنسائية) والمجال أو الفرع الثاني، يكون التطابق- مرة أخرى لنا على الأقل- متحققاً بوصفه تحصيلَ حاصلٍ، بين (الأنثوي والأنثوية) والمجال أو الفرع الثالث.     وفي انتقاء ما يقابل كلاًّ من هذه التسميات أو الصياغات الاصطلاحية العربية، في اللغة الإنكليزية وأدبها ونقدها، وبالرجوع إلى دراسة توي المهمة السابقة، نجد أنفسنا أمام مّهَمة سهُلتْ بعض الشيء لوضع كل واحدة منها إزاء مصطلح مقابلٍ في اللغة الإنكليزية ومعجميها اللغوي والنقدي نزعم أنه دقيق. فما يقابل التسمية أو الصياغة الاصطلاحية الأولى (النسوي والنسوية) هو female and femaleness  إذ تعني أو تدل، عند توي، على ما تنتجه المرأة. فالكتابة النسوية female writing هي كتابة المرأة، كما تقول، وبمعزل عن طبيعة هذه الكتابة وموضوعاتها ووجهات النظر التي تنطلق منها أو تمثلها. وما يقابل التسمية أو الصياغة الاصطلاحية الثانية (النسائي والنسائية) هو feminine and femininity وتعني أو تدل على الخصائص البايلوجية، إضافة إلى "مجموعة خصائص محددة ثقافياً"، على حد رأي المعادين للباترياريكية، كما تقول توي، وما يلحق بذلك أو يترتب عليه من متعلقات المرأة. فما يقابل الموضوعات النسائية هو feminine subjects وهي التي تدور حول المرأة. وفي الأعمال الأدبية والفنية هي التي تدور عن المرأة بمعزل جنس كتّابها وعن وجهات نظرهم وعن أساليب معالجتهم لها. أما ما يقابل التسمية الثالثة (الأنثوي والأنثوية) فهو feminist and feminism وتعني، على حد توي، وجهة النظر المعبرة "عن دعم أهداف حركة النساء الجديدة التي ظهرت نهاية الستينيات" من القرن الماضي، وقالت بالمساواة وعدم التفرقة على أساس الجنس وبمناهضة الهيمنة الذكورية أو الأبوية/ الباترياركية.    وهكذا ووفقاً لمحاولتنا فكَّ الاشتباك والتفريق بين الكلمات أو التسميات التي صارت الآن مصطلحات في الاستخدام الأدبي والنقدي العربي، يكون (الأدب النسوي) female literature هو الأدب الذي تكتبه نساء. فروايات غادة السمان وأحلام مستغانمي وميسلون هادي، وشعر نازك الملائكة وفدوى طوقان وبشرى البستاني، وقصص لطفية الدليمي وسلوى بكر وعالية ممدوح كلها من الأدب النسوي، لأن مبدعاتها نساء. وقد يكون بعضه فقط (نسائياً)، وتحديداً حين يعالج أو يتعامل مع المرأة وشؤون المرأة، كما هو حال بعض كتابات السمان ومستغانمي. وقد يكون بعضه فقط (أنثوياً)، وتحديداً حين يمثل وجهة نظر تناهض الأبوية/ الباترياركية وتقول بالضد من قيمها، كما هو حال بعض أعمال لطفية الدليمي وميسلون هادي وسلوى بكر.    أما (الأدب النسائي) feminine literature، فهو الذي يقدم أو يعالج أو يتعامل مع المرأة وشؤونها وقضاياها وهمومها وعوالمها، بغض النظر عن كون مبدعيه نساءً أو رجالاً. فالكثير من أشعار نزار قباني وسعاد الصباح، وعدد من روايات أحلام مستغانمي، وبعض روايات وقصص عبد الرحمن مجيد الربيعي وعبد الستار ناصر هي من الأدب النسائي، لأنها تدور عن المرأة وقد تكون المرأة محورها، وقد يخاطبها قارئةً. وهو كما نرى ليس بالضرورة (نسوياً)، أي مكتوباً من نساء، كما ليس هو بالضرورة (أنثوياً)، أي مقدَّماً من وجهة النظر الأنثوية التي بيّناها، بل، كما تقول روزاليند كاويرد Rosalind Coward، "إن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram