TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: المدافعون عن البعث!!

كتابة على الحيطان: المدافعون عن البعث!!

نشر في: 14 يوليو, 2012: 06:50 م

 عامر القيسيالنائب وليد الحلي عن دولة القانون والقيادي في حزب الدعوة، من المفترض أن يكون من أشرس المعادين للبعث أينما وجد وحل ونشأ وترعرع، والسبب بسيط وواضح، هو أن حكم المنتمي لحزب الدعوة في زمن البعث الصدامي هو الإعدام بقرار من مجلس قيادة الثورة المنحل، فضلا عن تهديم البيوت وإبعاد وإقصاء الأقارب لحد الدرجة الرابعة من كل الأجهزة الحكومية بمن في ذلك العاملون في الدوائر البلدية!!
هذا المفترض في الحلي يتحول بقدرة قادر إلى نقيضه، فالرجل يتهم حكومة إقليم كردستان باستقبال مطارات كردستان لطائرات مجهولة تحمل أسلحة إلى ثوار الشعب السوري، وبالرغم من النفي الذي أصدرته حكومة الإقليم وجاء فيه " أن ائتلاف دولة القانون والحكومة الفيدرالية تعرف جيداً قبل أي شخص أن جميع المطارات العراقية بما فيها مطارات إقليم كردستان خاضعة للمراقبة من قبل لجنة من الطيران المدني العراقي، ولديهم معلومات دقيقة حول جميع الرحلات الجوية في الإقليم بالإضافة إلى الأفراد والسلع عند وصولها إلى مطارات إقليم كردستان..لا شك أن تصريحات أعداء شعبنا ليست بهذه الدرجة من الأهمية، لأن هذه التهم الباطلة محض افتراء وتسوّق لأهداف سياسية يراد منها عرقلة التجربة الناجحة لإقليم كردستان، وتعكير أمن واستقرار الإقليم ووقف التقدم المستمر في المجتمع الكردستاني"سأفترض العكس تماما وأقول إن مساعدات تصل لثوار الشعب السوري، بما في ذلك الأسلحة، للإطاحة بنظام البعث في سوريا صحيحة، فما الذي يضير السيد الحلي، هل هو خائف من تورط العراق في الأزمة السورية؟ وخائف على من؟ على الشعب السوري الذي يتعرض إلى حرب إبادة أم خائف على نظام البعث السوري الذي نحمله كشعب عراقي مسؤولية استشهاد آلاف العراقيين من خلال دعمه التنظيمات الإرهابية، تدريباً وتسليحاً ودعماً لوجستياً وتحريضاً إعلامياً باعتراف رئيس الوزراء نوري المالكي في كثر من محفل   أم أن نوازع طائفية خفية أغلقت أبواب الماضي الأليم من البعث في العراق وخارجه؟هل كان السيد الحلي سيستاء ويستنكر وصول المساعدات بما فيها الأسلحة لقوات الأنصار في جبال كردستان عندما كان الدعوة والشيوعيون والكرد وكل القوى الديمقراطية العراقية تقاتل البعث الصدامي وقدمت فوق ثرى تلك الجبال دماءً زكية غالية؟باختلاف التقييم والنظر إلى الوضع في سوريا إلا أن الحقيقة التي يقرها المجتمع الدولي، هي أن حرباً حقيقية تجري بين الشعب السوري ونظام البعث الأسدي، هذه الحقيقة لا تراها مجموعة صغيرة من الدول تحت طائلة المصالح الضيقة والمخاوف من متغيرات في الخارطة السياسية عربياً وإقليمياً وداخلياً،ومع الأسف الشديد إن من بينها العراق! كان من الأجدى بالسيد الحلي مع احترامي الشديد له ومن يقف موقفه بما في ذلك الحكومة العراقية أن يكونوا حريصين على الوضع العراقي والمخاوف من واقعه السياسي، وهي مخاوف يشاركنا فيها المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة التي تنظر بقلق لما يجري في العراق. لقد أثبتت أحداث المنطقة أن الرهان على جياد هرمة لا تعبّر إلا عن قصر نظر سياسي لايستشرف الحركة القادمة لشعوب المنطقة ومنها الشعب السوري، الذي ينبغي ألا نعادي ثورته على الأقل حماية لمستقبل الشعبين العراقي والسوري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram