حازم مبيضين تماماً وكالعادة, وكما هو متوقع ومنتظر, انبرى فريقا الصراع في سوريا, نظاماً ومعارضة, إلى اتهام الطرف الآخر بارتكاب مجزرة جديدة في بلدة التريمسه, زاد عدد ضحاياها على 200 اختلف توصيفهم بين شهيد وإرهابي قتيل, وتواصلت ردود الفعل المنددة بالمجزرة وتعالت صيحات المطالبة بضرورة فتح تحقيق دولي،
وتبرع أمين عام الأمم المتحدة بالقول إن عدم التحرك الدولي لممارسة الضغط على النظام السوري لوقف العنف هو بمثابة إعطائه ترخيصا لمزيد من القتل, وكرر أمين عام الجامعة العربية مواقفه فوصف ما جرى بالجريمة الشنعاء ضد المدنيين، ودعا المجتمع الدولي إلى تبني قرار وفق الفصل السابع لإيقاف العنف في سوريا.قطر دانت وطالبت بفتح تحقيق, ودعت دول العالم إلى الاضطلاع بمسؤولياتها والتحرك سريعا لوقف المأساة, ودعت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات عاجلة, في نطاق كل ما يتيحه ميثاق منظمة الأمم المتحدة من وسائل, وجددت وزيرة الخارجية الأميركية دعوتها إلى إنهاء حكم الأسد، وحذر الرئيس الفرنسي روسيا والصين من أن عدم القيام بأي تحرك تجاه سوريا سيجلب الفوضى والحرب, وأكد الاتحاد الأوروبي أنها انتهاك صارخ لخطة عنان واعتبر أن استخدام الدبابات والطائرات جريمة ينبغي أن يحاسب مرتكبها, وحتى موسكو لم تستطع الصمت فنددت وطالبت بتحقيق فوري، معتبرة أن ما حصل يصب في مصلحة من يريد إشعال حرب طائفية.الجديد هو موقف عنان, الذي اعتبر أن استخدام الحكومة السورية للمدفعية والدبابات والطائرات, ضد قرية التريمسة, ينتهك التزاماتها بموجب خطة السلام التي وافقت عليها, ولعله استند إلى تقرير أصدره فريق المراقبين الدوليين, بأن الهجوم على القرية جاء امتدادا لعملية للقوات الجوية السورية, ووصف التقرير ما جرى بأنه الأسوأ منذ اندلاع الثورة, وقال إن قوات الأمن السورية, منعتهم في البداية من دخول القرية المنكوبة, لكنها عادت فسمحت لهم بدخولها بعد ذلك بساعات, والجديد في موقف المبعوث الأممي, هو أنه يأتي بعد اتهامات المعارضة له بالانحياز إلى جانب النظام, عقب زيارته الاخيرة لدمشق وحلفائها في طهران وبغداد.لن تجف الدماء على جدران التريمسه قبل معاقبة القتلة, الذين لانشك بأن من بقي حياً يعرفهم, ويحفظ صور وجوههم الكريهة, ولن يفيد الإنكار, أو اتهام الطرف الآخر في طمس الحقيقة, لكن السؤال هو ماذا يفيد ذلك الضحايا الذين سقطوا برصاص كان مفترضاً أن يحميهم ويدافع عنهم, وهل لنا كعرب, وهل للمجتمع الدولي, أن نفكر ويفكر لحظة واحدة, في مشاعر الضحايا لحظة كانوا يواجهون موتاً مجانياً, أو مشاعر العائلات التي فقدت أحبابها في لحظة مجنونة, من صراع يزداد كل يوم همجية وضراوة وقبحاً.
في الحدث:مجازر واتهامات وإدانات
نشر في: 14 يوليو, 2012: 08:19 م