عامر القيسي يقول عنّا أهل الحل والربط في الحكومة ومؤسساتها إننا لانرى غير نصف الكأس الفارغة وإننا نحرّض المواطن ونهيّجه ونبني بينه وبين المسؤولين الكرام حواجز كونكريتية، بعد أن قرروا رفعها من الشوارع، وهذا يعرقل عملية " البناء " الضخمة التي تشهدها البلاد،ومنها بطبيعة الحال الخدمات التي لايتمتع بمثلها مواطنو الجوار على الأقل! وبلغ مسؤولون، الكبار منهم والصغار، مستوى غير مقبول من الحساسية بحيث تحولت انتقاداتنا بالنسبة لأدائهم وليس لشخصهم مثار انزعاجهم وزعلهم الدائمين!!
يوم الجمعة وصف ممثل السيد السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي من على منبرخطبة يوم الجمعة القادة والسياسيين بـ" عدم الشعور بمعاناة المواطنين " ودعاهم الى "استغلال شهر رمضان للتعرف على احتياجات المواطنين وخاصة الفقراء منهم "وأيضا الى "مراجعة الذات والنفس والأداء وأن يضعوا برنامج عمل لتحسين العمل والخدمات في السياسة والتعليم والصحة وغيرها "هذا النوع من الانتقاد لم يوجه لساستنا وقيادات البلد للمرة الاولى،فقد أصبحت هذه الانتقادات تقليدا في خطب الجمعة لمرجعية السيستاني منذ سنوات،لأن الرجل يعرف جيدا ماهو مستوى معاناة المواطنين والفقراء منهم تحديدا من الغضب الذي يصبه قادة البلاد علينا بسبب عدم شعورهم بكل انواع المسؤوليات السياسية منها والخدمية، والحال ان القوم يسمعون وكأن تلك الانتقادات توجه الى مسؤولين في جزر الواق واق!!. وفي الخطبة الاخيرة أحالهم السيستاني الى شهر رمضان بعد أن يئس منهم في الايام العادية، مع أن معظمهم يحجون ويصومون ويصلّون ويزكّون، ودليل يأس الرجل أنه امتنع عن لقاء السياسيين احتجاجا على أدائهم المتدني في كافة مفاصل عمل الدولة!! ولم يتبق لنا إلا الاستنجاد برمضان كي يحسوا بما يعانيه المواطنون في مناحي الحياة كافة..الحقيقة التي "لانراها" ومن ينتقدهم، أن سادتنا المسؤولين قد مرّ عليهم على الأقل سبعة رمضانات منذ عام 2005 قضوها بالبر والتقوى ومتابعة شؤون الناس لحظة بلحظة حتى أن أغلبهم قد أصيبوا بالذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم بسبب " انغماسهم" العميق في معاناتنا ولم تغمض أعينهم عن شاردة أو واردة عن كل مايزعجنا ويقلق راحتنا ويسوّد حياتنا وتفاصيلها اليومية، من الكهرباء والماء والمفخخات والتعليم والصحة وما إليها مشفوعة بطلعاتهم البهية والعزيزة على قلوبنا من على شاشات الفضائيات!سيدي السيستاني.. دعني أقول فقط إن المسؤولين لدينا لاحاجة لأحد أن يذكرهم بما عليهم أن يقوموا به في شهر رمضان، فهم على درجة عالية من الورع والتقى والمسؤولية بحيث ان أيامنا تحولت كلّها الى رمضان ونحن نعيش عصرنا الذهبي بوجودهم الذي حوّل حياتنا الى جنة من جنان الله العلي القدير!!وأنا شخصيا أعلن تمسكي بهم، بكل تنوعاتهم، متمنيا لهم رمضان ملؤه التقوى والتقرب الى الله لكي يزيدوا من حسناتهم التي أغرقونا فيها وجعلونا نباهي شعوب العالم بهم، الشعوب التي تنظر إلينا بعيون الحسد والحسرة والتمني أن ينعم الله عليهم بمثل ما أنعم به علينا من قادة لاينامون وجارهم جائع ويرفعون سيوفهم في محاربة الفقر وقتله في مهده ويخافون سؤال الله يوم الحشر عن شاة ضالة وطفل يتسول ومريض لايجد الدواء!!اللهم ربي تقبل صلاتهم وصيامهم وزكاتهم في رمضاننا وأسكنهم يوم المحشر فسيح جناتك إن وجد لهم مكان.. آمين
كتابة على الحيطان:ليس كلامنا.. السيستاني وسلوك قادة البلاد!
نشر في: 14 يوليو, 2012: 08:37 م