هاشم العقابيلا أختلف مع وزير الداخلية بالوكالة، والذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وجهاز المخابرات وغيرها من المناصب الحكومية، حول التعليمات التي أصدرها مؤخرا بخصوص منع الإفطار العلني بشهر رمضان واحترام قدسيته. نحن بلد يشكل به المسلمون أغلبية، لذا يجب احترام مشاعرهم وطقوسهم الدينية.
ومن باب قول الحق إن السيد المالكي لم يأت بجديد أو يبتدع ما لم يقم به غيره من قبل. فمثل هذه الإجراءات تطبق في اغلب الدول الإسلامية إن لم اقل كلها. وهذا القرار الرمضاني كان موجودا في زمن صدام وطبق بأعلى درجات المبالغة في الأيام التي صار بها عزة الدوري وزيرا للداخلية، على ما اذكر.تعلمنا مذ كنا صغارا بأن للصوم حكما كثيرة. وأن الله لم يأمر عباده به من اجل أن يجوّعهم فقط. بل من اجل أن يحس الشبعان بحرمان الجوعان وان يمس الغني ما يمس الفقير. لذا كنت أتمنى ألا يهتم بيان الداخلية بالمفطر، فقط، بل أن يهتم بالصائم العراقي قبله. ومثلما حرم على "المفطر" أن يجهر بإفطاره وأمر بإغلاق محال بيع المشروبات الروحية والأنشطة الفنية في شهر رمضان، كان يجب أن يمر أيضا على ما ستقدمه الحكومة للصائمين.وإن كان الناس سواسية أمام الله في هذا الشهر الكريم، إلا أن الصائم العراقي له ما يميزه عن غيره خاصة وان رمضان جاء مع تموز وسيبقى ضيفا عزيزا إلى أواخر آب اللهاب. إن بيوت العراقيين ستتحول إلى أفران وتنانير متوجرة في ساعات قطع الكهرباء الطويلة. فهل فكر سيادة الوزير وكالة بالصائم العراقي مثلما اهتم باجتماع "5 +1" مثلا؟ أضف لهذا الهم القاتل هم ارتفاع أسعار المواد الغذائية. تنقل الأخبار عن تجار الشورجة قولهم: "ارتفاع فريد فـي أسعار المواد الغذائية مع حلول شهر رمضان". يعني "جمل الغركان غطة".كنت أتمنى أن يصدر بيان ببشرى للعراقيين تتعهد به الحكومة أن تجعل من رمضان القادم شهر الكهرباء وان تخفض أسعار المواد الغذائية وإلا فستعلن استقالتها في أول أيام العيد لتجعل عيد الناس عيدين. وعلى الحكومة أن تحرص على أن يكون صيام بيوت التنك وساكني المقابر بمستوى صعوبة صيام أهل الخضراء، إذ لا أعتقد أن الله سيقبل صوم حكومة تجعل الصيام طبقيا. وان كان السيد المالكي يرغب في أن أوضح له ما يمكنه فعله للصائمين، فالجواب سهل جدا. لا يحتاج دولته إلى غير أن يتخيل صائما جاء لباب الخضراء يسأل عنه قبل أذان المغرب بقليل، وبيده فردة تمر وطاسة ماء قد لا يكون صالحا للشرب ويسأله سؤلا واحدا: أترضى بأن أشقى وأنت منعّم؟!أقسم عليه بكل مناصبه وألقابه أن يرد على السائل، وإلا .....
سلاما ياعراق : الصائم العراقي
نشر في: 15 يوليو, 2012: 07:55 م