TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس: ننتظر سوريا بشغف

قرطاس: ننتظر سوريا بشغف

نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:05 م

 أحمد عبد الحسينحديث السفير السوريّ السابق في بغداد أول من أمس عن تفاصيل دعم بشار الأسد للقاعدة، لم يأت بمعلومات نجهلها لكنّ الجهد الإعلاميّ الرسميّ ذا الصبغة الطائفية عندنا، كاد ينسينا أن القاعدة في العراق صناعة سوريّة، صحيح أن مجندي القاعدة كانوا سعوديين وليبيين وتونسيين ويمينيين،
 وكانت الأموال تجبى إلى القاعدة من مشايخ الزفت الأسود في جزيرة العرب، لكن الهيكل التنظيمي لقاعدة بلاد الرافدين صنع مخابرات الأسد الابن، تحدّث بذلك من قبلُ معارضون سوريون ولم نكن نصغي إليهم، اليوم يجب أن نرهف السمع جيداً لأنّ كثيرين أرادوا إنساءنا أن سوريا الأسد مسؤولة عن قتل عشرات الآلاف من العراقيين، الحكومة تحديداً تريد أن تنسينا تصريحات رئيس الوزراء نفسه الذي كاد أن يشكو الأسد لمجلس الأمن قبل أن تشتعل ثورة شعبية في سوريا وتخاف إيران على مستقبل الطائفة فيخاف جماعتنا بالتبعية، فإذا خاف الكبير خاف الصغار بالضرورة.قال السفير المنشقّ  أول من أمس "إني شخصياً ألوم رئيس الحكومة العراقية على موقفه الذي يناقض الحقيقة، فهو يعلم جيداً ما فعله بشار الأسد به وبكل العراقيين والشيعة منهم بوجه خاص" وأضاف إن "الأسد قتل الآلاف من العراقيين عندما فتح الباب لتنظيم القاعدة للقيام بعملياته داخل العراق".اللوثة الطائفية التي حتمت على إيران ـ وهي المدافعة أبداً عن الثورات ولها جهاز مخابراتي متين لإثارة الاضطرابات في المنطقة ـ أن تقف ضد الشعب السوريّ في ثورته المجيدة، هي ذات اللوثة التي جعلت رئيس وزرائنا يبلع تصريحات سابقة له أو ينساها كرمى لعيون جارتنا الكبرى التي يجمعنا وإياها الاشتراك بطائفة واحدة والخوف مما سيحدث للطائفة بعد اقتلاع آل الأسد من حكم سوريا.بشار سيسقط لا محالة، ومن منافع سقوطه أن معلومات تفصيلية عن قتله للعراقيين بشيعتهم وسنتهم ستكشف عما قريب، ولا أدري هل علينا انتظار ثورة في إيران ستكشف بإذن الله عن جوانب من إيرانية القاعدة مثلاً، أو ربما ثورة أخرى قريبة في نجد والحجاز لنعرف أن طائفيين آخرين في الجهة المضادة كانوا جنوداً مجندين لقتل العراقيين نيابة عن شيوخ همج ممسوسين بطائفية لا شفاء منها.كان لا فتاً أن السفير السوريّ المنشقّ أنهى حديثه أمس بقوله "إن الثورة السورية ستنتصر رغم أنف إيران وكل الدول الأخرى التي تدعم الطاغية"، وبانتصار الثورة السورية الظافرة سنعرف حجم النذالة والحيوانية والتوحش التي يمكن أن تتخفى وراء الحرص على طائفة ما والذبّ عنها حتى لو تطلب الأمر قتل عشرات الآلاف من الأبرياء.ننتظر انتصار السوريين الشجعان، وننتظر منهم بشغف أن يتخلصوا أيضاً من مجانينهم الطائفيين المندسين في الثورة لئلا تتحول ثورتهم إلى نظام طائفيّ بشع كنظام الأسد أو نظامنا أو نظام جيراننا الكبار الذين نخضع لهم مرغمين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram