أربيل/ سالي جودتان المرء ليحار أحياناً في إيجاد مدخل ينطلق منه الى الحديث عن بعض الأشخاص لما لهم من تميز في نمط حياتهم من جهة ودبلوماسية تعاملهم مع الآخرين من جهة أخرى.. وبهذه الروحية تركوا بصماتهم على الحياة السياسية. هكذا هو الدكتور نوري عثمان سنجاري رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء،
شخصية مفكرة، إدارية، هادئة، سياسية، ابتعد عن أنظار الإعلام، لكنه يرسم لكل من يلتقيه صورة للطيبة المتأطرة بالثقة العالية وحكمة تجارب السنوات الماضية.في هذا اللقاء تحاورنا بكل صراحة مع الدكتور نوري عثمان عن تجربته مع التشكيلة الخامسة للحكومة والتحديات التي واجهت عملها وقضايا الإعلام وغيرها حيث بدأ حديثه بالتأكيد على ان التجربة الكردستانية حققت مكاسب كبيرة وأصبحت مثار إعجاب الشخصيات السياسية التي تزور إقليم كردستان رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها فالجميع يشيد بالتقدم الذي شهده الإقليم.ودعا في حوار مع (المدى) الى ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين كل مكونات الشعب العراقي بفصل الدين عن السياسة (الدين لله والوطن للجميع) ولكل عراقي حق العيش من جنوب العراق حتى شماله مهما كانت قوميته او مذهبه، واستعرض الانجازات التي حققتها التشكيلة الخامسة للحكومة فقال: تشكلت الكابينة الخامسة على قاعدة عريضة وبمشاركة واسعة من قبل الأطراف السياسية في إقليم كردستان، رغم ما وجه اليها من طعن إعلامي بسبب الكم الهائل من الوزارات والمناصب الإدارية، حيث بلغ عددها 40 وزارة تلبية ودعما للمصالحة الوطنية، غير ان هذه الحكومة حققت العديد من الأهداف التي كان شعب كردستان ينشدها، مكتسبات وانجازات هي ملك للجميع وعلينا المحافظة عليها ومن أبرزها توفير الطاقة الكهربائية من خلال نصب المولدات الكهربائية المستقلة، ومعالجة شحة المياه، والنهوض بالجانب الصحي بإنشاء المستشفيات وتوفير المستلزمات الطبية والأجهزة الحديثة المتطورة، مع دعم الكادر الصحي، وفي مجال التربية والتعليم انصب الاهتمام على النهوض بالمستوى العلمي من خلال تطوير المناهج الدراسية لمواكبة ما وصلت اليه البلدان المتقدمة، إضافة الى ما تحقق في مجال السياسة النفطية وفقا لما سنه الدستور العراقي بعقد اتفاق ما بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، كما كان هناك اهتمام بحقوق الإنسان خصوصا المرأة والعمل على الحد من ظاهرة العنف مع ضمان حقوق الأقليات والتعايش السلمي مع جميع الأديان والقوميات عن طريق فصل الدين عن السياسة (الدين لله والوطن للجميع) وكان ذلك سبباًً للاستقرار والأمان سواء كان اقتصادياً، أم سياسيا أم أمنياً الذي أثر في تشريع الاستثمار واستقطاب العديد من الشركات المحلية والأجنبية والعربية من كافة أنحاء العالم للاستثمار بالإقليم في جميع المجالات مع تقديم الدعم والمتابعة من قبل رئيس الوزراء شخصياً. وان عملية الاستثمار في الإقليم تعد البوابة الأولى لباقي أنحاء العراق مستقبلاً. وما التحديات التي تجاوزتها الكابينة الخامسة؟- لا يمكن إعطاء صورة كاملة عن حجم التحديات التي واجهت التشكيلة الخامسة للحكومة فهناك ما يتعلق منها بالحكومة الفيدرالية متمثلة بالميزانية والعقود النفطية، والموارد المالية، وتخصيص رواتب البيشمركة بميزانية مناسبة، إضافة إلى تنفيذ المادة 140التي هي مادة دستورية تتضمن الكثير من مبادئ العدالة والإنصاف وقد تم حل بعض المشاكل ونحن متفائلون بالكابينة السادسة لحل وتجاوز ما تبقى من مشاكل من ضمنها الميزانية المحدودة لإقليم كردستان. هل ستتمكن التشكيلة الجديدة من حل الخلافات ما بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية؟- بتصوري وجود الخلافات أمر طبيعي ليس في العراق فحسب، بل وبين الدول الفيدرالية فمثلاً ما زالت تحدث خلافات في الولايات المتحدة الأمريكية فنجد بعض الخلافات في وجهات النظر بين ولاية وأخرى، وبالنسبة لنا نرى ان وجود التعددية والرؤية المتعددة أمر ضروري لترسيخ الديمقراطية.هدفنا إيجاد الحلول الدبلوماسية عن طريق الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر والمشاركة في العملية السياسية التي تخدم المصلحة العامة بعيداً عن التشنجات وما يثار من انعكاسات سلبية، والكابينة السادسة ستعمل وهي قادرة على إيجاد الحلول المناسبة اتجاه أي خلاف. بعض الجهات السياسية ترفض الدستور ولا تصوت له ما سبب ذلك؟- دستور الإقليم حق من حقوق إقليم كردستان وهذا الحق مثبت في الدستور العراقي الذي ينص على جواز إقرار دستور للإقليم، واستغرب رفض بعض الأطراف السياسية لهذا الأمر، أما عن سبب تأجيل التصويت عليه فيعود الى أن المفوضية العليا للانتخابات ارتأت التأجيل إلى ما بعد الانتخابات، ولم يعين وقت للاستفتاء، فما يثار حول الدستور وتأجيل التصويت عليه هو انعكاسات لردود أفعال متشنجة بين بعض الأطراف وعلينا عدم الوقوع بفخ مثل تلك الردود التي من شأنها فتح المياه في نواعير المتصيدين في الماء العكر وعلينا جميعاً الالتفات إلى أمر مهم جداً هو أن الشعب هو الحكم الذي يحق له التصويت بنعم أو لا.&
رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء:الديمقراطية الناضجة تبدأ أبجديتها الأولى من الأسرة لت
نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 05:57 م