 علاء حسن مطرب العراق الراحل محمد القبنجي كان يريد برهانا من حبيبه المفترض لحفظ الود ،  وأغنيته الشهيرة ، رددها الكثير من العراقيين الباحثين عن البراهين " قدملي برهانك "  والقضية بنظرهم لا تقتصر على  مسألة عاطفية وعلاقة عابرة بين شخصين ، وإنما تعدت ذلك ، وأصبحت تحمل أبعادا سياسية ، تصلح لكل زمان ومكان .
منذ إعلان التحالف الوطني الذي يقود الحكومة استعداده إدراج مطالب الشركاء ضمن ورقته  الإصلاحية لتوحيدها وطرحها في اجتماع موسع،  استجابة لدعوة الرئيس جلال طالباني لتسوية الخلاف بين الأطراف المشاركة في الحكومة بعقد المؤتمر الوطني المنتظر ، حضرت أغنية القبنجي  "قدملي برهانك" عندما طالب الشركاء المعترضون على الأداء الحكومي ومسار العملية السياسية  بضمانات لتحقيق الإصلاح الشامل ، لأنهم غير واثقين  من تطبيق  مطالبهم ، ودليلهم في ذلك التنصل عن تنفيذ بنود اتفاق أربيل .الحصول على البرهان  ليس من السهولة توفيره في المرحلة الحالية نتيجة غياب الثقة بين  القوى السياسية وخاصة المشاركة في الحكومة الحالية ، من  حلفاء وشركاء  زعيم دولة القانون نوري المالكي ، على الرغم من إعلانه  في أكثر من مناسبة بأنه على استعداد لتسوية الخلاف مع شركائه باعتماد الدستور  لكونه البرهان  الأكيد على توفير الضمانات.في الأسبوع الماضي أكدت أوساط برلمانية قرب حسم ملف  الوزارات الأمنية  لأن مجلس النواب تسلم اسم المرشح للدفاع خالد متعب ، وتوفيق الياسري للداخلية ، وفي الأجواء التفاؤلية ، أعلن  دولة القانون أن النجيفي  يتحمل مسؤولية التأخير ،  فأعاد الأسماء إلى رئاسة مجلس الوزراء لترشيح غيرهما ،  وعلى خلفية هذا الموقف ، لإثبات  حقيقة ما يقال  بخصوص هذا الملف الشائك الذي أصبح إحدى العلامات الفارقة للخلاف بين القائمة العراقية ودولة القانون ، تحضر أغنية مطرب العراق الراحل" قدملي برهانك " .المثل الصيني يقول  "حدد الأزمة لمعالجتها " ولكنها بالنسخة العراقية  تأخذ مساحات شاسعة فكل طرف يحاول أن يحصل على مكاسبه سواء بطريقة دستورية أو قانونية أو بطريقة  استخدام النفوذ أي السلطة لإثبات حقه ، ولهذا امتدت الأزمة  واتسعت، وفي محاولة لاحتوائها حصل تحرك نحو دول الجوار،ومادام الخلاف يتعلق بالنفط والغاز وقضية تحقيق الشراكة ، وتحديد ولاية رئيس الوزراء وكل طرف يكيل الاتهام للآخر على مدار الساعة عبر وسائل الإعلام  ويغني  بطريقته الخاصة" قدملي براهنك "  لم تتوفر إمكانية اعتماد القادة السياسيين المثل الصيني  لتجاوز الأزمة.نواب ائتلاف دولة القانون أكدوا قرب حلحلة الأزمة السياسية ، ثم التوجه نحو تحسين الأداء  الحكومي لأن ورقة التحالف الوطني الإصلاحية ستستوعب مطالب الشركاء ، وان التحالف سيرسل  وفدا يمثل لجنته إلى إقليم  كردستان والاتصال بالقائمة العراقية ، و"قدملي برهانك " للراحل القبنجي تبدو ضروة ملحة  لبثها من الإذاعة الرسمية ، لتأكيد حقيقة أن الأزمة أصبحت من الماضي  وتم تجاوزها بجهود عراقية ، وليس على الطريقة الصينية .