عبدالخالق دوسكي / دهوك تزخر مدينة العمادية التي تبعد حوالي 70كم عن مدينة دهوك شمالا بالمواقع الأثرية حيث أن المدينة بذاتها تعتبر أحد المعالم التاريخية التي يمتد عمرها إلى أكثر من (8000) سنة بحسب قول المؤرخين،ومن أبرز الآثار التي مازالت شاخصة إلى يومنا الحاضر أبواب المدينة التي تحتوي على رموز ميثرائية تعود لأقوام ما قبل الميلاد إضافة إلى الإرث التاريخي الذي خلفته الحضارة الإسلامية في هذه المدينة التي كانت في السابق مركزا لإمارة بهدينان التي حكمت جزءا كبيرا من كردستان في زمن السلاطين العثمانيين.
الرموز التي مازالت شاخصة إلى يومنا هذا جامع العمادية الكبير بمنارته الشامخة التي بنيت في عهد السلطان خليل وكذلك مدرسة قبهان التي مازالت آثارها باقية في نهر العمادية القريب من مصيف سولاف،هذه المدرسة التي كانت مهدا للعلوم ومنبرا للحضارة في المنطقة وقد كثر الاهتمام بها من لدن السلاطين الذين حكموا إمارة بادينان ـحتى أنها كانت تضاهي جامعة الأزهر حيث يخرج منها أجيال من النوابغ الذين خدموا الدولة العثمانية ومنهم أبو السعود العمادي الذي شغل منصب مفتي الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني لمدة ثلاثين عاما. وقد تأسست مدرسة قبهان في مدينة العمادية بحسب قول المختصين والمعنيين عام 1534 ميلادية وكان لها دور كبير حيث كانت بمثابة جامعة يقدم إليها الطلاب من أرجاء مختلفة من العالم من تركيا وإيران والعراق.محمد العمادي رئيس تحرير صحيفة العمادية الشهرية قال للمدى " تأسست هذه المدرسة في زمن السلطان حسين بن الأمير حسن الذي كان يحكم العمادية في ذلك الوقت وكانت تستقبل الطلاب الجيدين من 84 مدرسة دينية كانت موزعة في مناطق مختلفة من محافظة دهوك "وبين العمادي، أن الذي كان يدرس في هذه المدرسة يتلقى علوما مختلفة " علوما نقلية وعلوما عقلية أي العلوم الدينية،مثل علوم القرآن والشريعة إلى جانب العلوم الدنيوية مثل الفلسفة والحساب والهندسة والطب و الفلك "خالد المفتي وهو من مواليد 1934 ومن وجهاء مدينة العمادية قال " كنت من الطلاب الذين درسوا في هذه المدرسة وكان الطلاب يأتون من أنحاء مختلفة ويتلقون أنواعا من العلوم وكان لها دور كبير في المنطقة فقد كانت منبرا لنشر الثقافة والتطور والعلوم وأعطت العمادية شهرة واسعة بانفتاحها واستقبالها الطلاب من إيران وتركيا والعراق وسوريا أيضا " وأضاف المفتي " من المؤسف أن نرى صرحا مثل مدرسة قبهان يندثر أمام أعيينا ونحن نتفرج عليه وأدعو كل المعنيين بضرورة ترميم هذه المدينة لأنها تمثل أرثا تاريخيا كما أنها ستكون علامة مميزة في المنطقة لجذب السياح إليها"سعيد محمد وهو من مواليد 1946 الذي يمتلك بستانا بجانب المدرسة فقد قال " كان لهذه المدرسة أهمية كبيرة وأذكر أنها كانت تتكون من أكثر من مئة حجرة ويدرس فيها الكثير من الطلاب وكانت تقابل الأزهر في ذلك الوقت وتزاول دور الجامعة في الوقت الحالي "سعيد عاتب الجهات المعنية في حكومة إقليم كردستان على الحالة التي وصلت إليها مدرسة قبهان داعيا إياها إلى ضرورة ترميم هذه المدرسة التي كانت صرحا حضاريا ومعلما دينيا في المنطقة.من جهته طالب مصطفى محمود(مواليد 1931) وهو من أهالي مدينة العمادية حكومة إقليم كردستان بضرورة تبني مشروع ترميم هذه المدرسة وقال " مدينة العمادية تزخر بالكنوز التأريخية وفيها الكثير من المواقع التراثية مثل مدرسة قبهان التي كانت تخرّج العلماء في السنوات الماضية،لذا ينبغي ترميمها لأنها رمز لحضارة المنطقة وتأريخها"وقد اعتنت مديرية آثار دهوك بالمعالم الأثرية المتواجدة في العمادية بحسب قول مدير آثار دهوك حسن احمد الذي بين أنهم قاموا خلال الفترة المنصرمة بصيانة بعض المواقع الأثرية في مدينة العمادية مثل مقبرة الأمراء و معبد الزرادشتيين،وبخصوص مدرسة قبهان قال "إن وفدا من وزارة البلديات قد زار موقع مدرسة قبهان الأثري الذي يقع على نهر العمادية القريب من مصيف سولاف وسيقومون بإصدار قرار نهائي حول ترميم هذا الموقع الأثري "
مدرسة قبهان الأثرية.. الذكريات وحدها لاتنقذها
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 15 يوليو, 2012: 08:54 م