محمود النمر هل انتهى زمن القصة القصيرة؟ سؤال يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة خاصة في ظل ارتفاع أسهم الفن الروائي الذي انجرف إليه عدد كبير من كتاب القصة، واعتقد أن هذا التحول المثير للجدل ناتج عن الانحياز إلى لغة التداول ما نتج عنه ما يمكن أن نسميه "بالانفجار الروائي".
أن هناك حركة جديدة تدفع بالعودة إلى كتابة القصة على القصيرة وإنتاجها بشكل مغاير عن "النمط القديم" على مستوى اللغة والتقنية واستخدام الثيمة القصيرة.بهذه الكلمات استهل الناقد جاسم محمد جسام الجلسة النقدية في نادي السرد بالاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، التي خصصت لتقديم أربعة قصاصين. وتوالت القراءات القصصية من قبل: نضال القاضي عن قصتها "طاسين مدينة خضراء"، محمد علوان جبر عن قصته "وقائع موت معلن"، وخالد ناجي عن قصته "خرج الصياد"، والقاص حميد الربيعي عن قصته "تل حرمل". فيما اخذ الناقد بشير حاجم متابعة النصوص السردية نقديا، بعد كل قصة.وأشار حاجم إلى قصة القاضي الموسومة "طاسين مدينة خضراء" قائلا: إن القضية هي أن نسلط الضوء على هذا النص القصصي، وهذه المحاولة تذهب باتجاهين، الاتجاه الاول هو في ما يتعلق بالتحليل النصي لهذه النصوص القصصية، والاتجاه الاخر هو ان بعض القصاصين الشباب او حتى من القصاصين الكبار الذين لا يعرفون حتى الآن كيف يكتبون القصة، واقصد أننا نتجه باتجاه تعليمي ايضا، والمحصلة الأولى هي أن تكون جلسة مشتركة إبداعية ونقدية، الآن أحاول ان أقدم وصفا تحليلا نصيا لقصة "طاسين مدينة خضراء" وهو نص مكتوب في عام 1995، ونستطيع من خلال قراءته أن نكتشف فيه بناءات متقدمة وتقنيات متقدمة في ما يتعلق بالكتابة القصصية، النص انبنى على ثلاثة حواضر: الحاضر الأول هو حاضر معطوف غير مكتمل، ويستهل النص بالآتي: فارزة، نقطتين ثم أقفلت الدرج واستدرت، هذا حاضر معطوف غير مكتمل، سوف نكتشف في ما بعد قبل نهاية النص بعدة اسطر أن هذا الحاضر هو النقطة شبه الأخيرة التي توصلت إليها الكتابة النصية في هذه القصة، أما الحاضر الآخر فهو الحاضر العاطف الذي سوف يكتمل والذي سوف يكمل هذا الاستهلال عندما تقول: ولمحت وجهك حزينا متأملا فاستدرجت، واستعدت كرامتك، ثم أغلقت الدرج واستدرت .ثم تابع بشير حاجم القراءات النقدية، مشيرا إلى الجوانب الفنية لكل قصة من ناحية البناء الفني والسردي.
متابعة:أربعة نصوص تحت المجهر النقدي
نشر في: 16 يوليو, 2012: 06:58 م