عامر القيسي أتمنى حقيقة أن ألتقي مع الشخص أو اللجنة أو الهيئة التي قررت منح الطفل القاصر مبلغ 15 ألف دينار شهريا من رواتب الحماية الاجتماعية، لأسأله أو أسألهم عن لحظة "تجلي" الضمير التي وقعوا فيها على قرار من هذا النوع، وهو قرار تاريخي يعبر عن مدى "احساس "هؤلاء البشر بمعاناة الطفل العراقي واحتياجاته اليومية بل معاناة أهله في توفير احتياجاته من الـ 15 ألف دينار شهريا التاريخية!
أدري حقيقة، لا أنا ولا غيري، ما هي المعايير التي اتخذت منها اللجنة، حكومية كانت أم برلمانية، دليلا لحساب الـ 15 ألفا باعتباره مبلغا كافيا لاحتياجات الطفل، وللعلم فقط فإن الأمم المتحدة تعتبر ان سن الـ 18عاما يقع ضمن فئة الأطفال التي تعتمدها في تقاريرها واحصاءاتها، ولا أدري أيضا ان كان لأحد هؤلاء طفل، وما هو المبلغ الذي ينفقه عليه شهريا على قضايا الصحة والتعليم والتغذية والترفيه، وأضيف لا أدري ايضا ان عاد الى بيته مرتاح الضمير عندما وقع على قرار الـ 15 ألفا للطفل العراقي المحتاج واليتيم بكل تأكيد تاركا اياه تحت سقف لايكفي لكي يشرب به ماء لا أكثر!! الاطفال في كل الدول المتحضرة والتي تراعي حقوق الطفولة فعلا طبقة مدللة، تنفق عليها ليس الحكومات فقط وانما منظمات المجتمع المدني مبالغ طائلة لتوفير احتياجاتهم، وتضع لهم الخطط الكفيلة بتوفير كل اشكال الرعاية لهم، وكان الاطفال يسمون في الاتحاد السوفيتي سابقا بـ " طبقة الملوك " رغم ان النظام الاجتماعي في الاتحاد لا يؤمن بالطبقات، لكنها استعارة تعبر عن الميزات التي يتمتع بها الطفل حتى على حساب الآخرين!هذا الطفل الذي تحسب له الحكومة 15 ألف دينار هو الآن في سوق العمل الممنوعة أصلا على الاطفال وفي تقاطعات الطرق يتسولون او يخادعون انفسهم ببيع بعض الاغراض التي لا تغني عن جوع ولا تروي عن عطش أمام أعين المسؤولين المتخمين بالامتيازات لهم ولاطفالهم دون ان يرف لهم جفن، لان أحدا منهم بكل بساطة لم يطرح مثل هذه القضية " قضية الـ 15" لا في البرلمان ولا في الحكومة لان الجميع منشغلون بتقاسم الكعكة!أصر هنا على ان اسمي هذه الحالة " قضية ال15" وأطالب النواب والمسؤولين في الحكومة ان يضعوا شعاراتهم أمام أعينهم، شعاراتهم التي لطخوا فيها جدران المدن استجداء لصوت في صناديق الاقتراع! شعارات تتحدث عن العراق الجديد والحياة السعيدة والمرفهة وعن المستقبل المشرق الذي ينتظر اطفال" قضية ال15"، شعارات عن الوطن والوطنية والهوية التي تستحق جميعها ان يدوس عليها اطفال " قضية ال15" بأرجلهم عندما لا يجدون لقمة يأكلونها، بل ولا حتى فتاتا من موائد " سادة" القوم وهم يرفلون بعز العراق الجديد جدا!!
كتابة على الحيطان:قضية الـ 15.. عيب!
نشر في: 16 يوليو, 2012: 07:18 م