د. إياد البكري اعتدت منذ زمن بعيد وأنا أسمع ترديد المقولة البريطانية الشهيرة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، إلا أن هذا المقولة نادراً ما تأخذ طريقها فعليا خصوصا في بلداننا ولكن تبرز بعض  الاستثناءات، ومن هذه الاستثناءات يبرز الرجل المناسب شفيق المهدي المدير العام لدائرة السينما والمسرح الحالي فهو أكاديمي ومسرحي محترف يجمع بين الخبرة والممارسة الحرفية في اختصاصه. رافقت هذا الرجل في العمل الأكاديمي
بجامعة الفاتح بكلية الفنون والإعلام في ليبيا خلال عقد التسعينات فكان أكاديمياً ناجحاً ولامعاً أقنع الليبيين بتنظيراته المسرحية الحديثة ونال شهرة واسعة واسماً رناناً هناك .وبعد عودته إلى العراق تبوء المهدي مناصب عدة سواء على المستويين الأكاديمي والوظيفي فنجح بامتياز في الاثنين. ويقود حاليا في سلم الهرم الوظيفي (دائرة السينما والمسرح ) فهو الرجل المناسب لهذه المؤسسة التي تبوء إدارتها شخصيات عريقة عدة منذ تأسيسها في القرن الماضي في مقدمتهم الفنان سعدون العبيدي، فكان خير خلف لخير سلف.. نجح الفنان المهدي في الجمع بين فن الإدارة والرؤية الفنية، فكسب الجميع،  فارضا نفسه بخلقه العالي وشخصيته المتميزة، مرضيا جميع الأذواق والاتجاهات الفنية لجميع منتسبيه، ساعيا في الوقت نفسه مع مجموعة من الفنانين أصحاب الخبرة النهوض بالفن المسرحي العراقي وإعادته للواجهة، خصوصا المسرح الجاد الذي كان علامة بارزة خلال عقد السبعينات بتقديم أجمل المسرحيات منها النخلة والجيران والدبخانة  والمحطة وغيرها.يحاول المهدي الدمج بين العراقة المسرحية والتقنية الحديثة التي تضيف المتعة لهذا اللون بعد غياب طويل لهذا المسرح التي يتمتع بباع طويل على مستوى المسارح العربية، إذ حصد العديد من الجوائز والمداليات والأوسمة والشهادات الفنية بتقديم أفضل الأعمال المسرحية خلال مسيرته الفنية، ومنها مسرحية (الحلم)، (الحارس)، (الكأس)، (مكبث)، و(المعطف).