سامي عبد الحميد أقامت وزارة البيئة احتفالاً بيوم البيئة العالمي وتحت شعار (الاقتصاد الأخضر) وقد استضافتني الوزارة مشكورة لتحتفي بي كوني من الرواد، وفي ذلك اعتراف بأهمية الفنان في المجتمع، وفي كلمة قصيرة ألقيتها في الاحتفال تطرقت إلى دور المسرح في الحفاظ على بيئة حسنة.
نهوض الحركة المسرحية في أي بلد وتعدد أبنية المسارح فيها دليل على مدى تحضّر ذلك البلد وتحضّر أبنائه وعندما يتحضر أبناء الشعب فهم بلا أدنى شك سيفكرون في أن يعيشوا في بيئة سليمة وكلما ازداد عدد مرتادي المسارح كلما كان ذلك دليلاً واضحاً على تحضرهم، فالفن المسرحي وسيلة من وسائل الترفيه والترويح عن النفس من أجل نقل قيم نبيلة إلى الجمهور ومن أجل تنويرهم بواسطة الرسالة التي يبثها العرض المسرحي والتي تنعكس فيها أوضاع المجتمع بسلبياتها وايجابياتها ولا بد من أن تكون هناك بيئة معينة وظروف معينة تحيط بأحداث المسرحية وشخوصها.في ذلك الاحتفال أشرت الى مسرحيتين عراقيتين لهما علاقة بشعار الاحتفال (الاقتصاد الأخضر)، الأولى هي مسرحية (نشيد الأرض) للفرقة القومية للتمثيل من تأليف (بدري حسون فريد) وإخراج (محسن العزاوي) قدمت أواخر السبعينيات من القرن الماضي وتتعرض المسرحية إلى الهجرة من الريف إلى المدينة والتي تصاعدت في مرحلة من مراحل تاريخ العراق.حيث ترك المزارعون حقولهم وانتقلوا إلى بغداد ونتيجة لتلك الهجرة فقد تقلصت المساحات الخضراء في البلاد من جهة، ومن جهة أخرى وبحكم الكثافة السكانية المتزايدة في العاصمة فقد حصل التأثير السلبي على البيئة فقد ازداد التلوث البيئي.والمسرحية الثانية هي (الأرض والناس والعطش) لمؤلفها ومخرجها الراحل قاسم محمد والتي قدمتها الفرقة القومية أيضاً أوائل الثمانينيات وتتعرض إلى قطع المياه عن بعض الأنهر التي تأتي من إحدى الدول المجاورة مما تسبب ايضاً في تقليص المساحات الخضراء في البلاد.هذا من ناحية مضامين المسرحيات ذات العلاقة بالبيئة، أما من ناحية التقنيات المسرحية فقد قسم الدارسون المنظر إلى شكلين أساسيين فهو إما ان يكون بيئة للشخصيات الدرامية وعليه أن تتعامل مع مفردات المنظر على هذا الأساس كما تتعامل مع مفردات البيئة في الواقع الحياتي أو أن يكون المنظر المسرحي خلفية يمثل الممثلون أمامها وعندها لا يمكن للممثلين في مثل هذه الحالة أن يتعاملوا مع مفردات المنظر على أنها مفردات بيئة حياتية، وفي الغالب فان المنظر في الحالة الأولى يكون مجسماً بثلاثة أبعاد، أما في الحالة الثانية فانه يكون مرسوماً على سنارة في الغالب وببعدين فقط.وللعلم أيضاً أن هناك نوعاً من الفرق المسرحية سميت (المسرح البيئي) ومنها مجموعة يقودها الأميركي (ريشارد ششنر) وهو رئيس تحرير الدورية المشهورة (ثياتر ريفيو) ولا تتحدد فرق المسرح البيئي بتقديم عروضها في مسارح الإطار الايطالية- المسرح الصندوقي بل تجد لمكان العرض بدائل مختلفة تبعاً لطبيعة المسرحية ومضمونها وشكلها، فمرة تقدم المسرحية البيئية في كراج سيارات، ومرة أخرى في باحة معمل، وثالثة في ملعب لكرة السلة وهكذا وموضوعات المسرح البيئي لها علاقة مباشرة بواقع المجتمع والبيئة التي تعيش فيها الشخصيات وتعمد فرق المسرح البيئي إلى إزالة كل الحواجز بين الممثل والمتفرج، بل إلى دعوة الجمهور الى المشاركة الفعلية في العرض المسرحي بشكل أو بآخر بنسبة معينة أو أخرى.
كواليس:علاقة المسرح بالبيئة
نشر في: 16 يوليو, 2012: 08:01 م