 بغداد/ فرات إبراهيمفعلاً أنها معجزة وربما حقيقة غير قابلة للتصديق... هذا ما حدث مع الكسندر جراهام بل مخترع الهاتف حيث انه لا يدري بأنه سيدخل التاريخ عندما اتصل عبر هذا الجهاز في العاشر من آذار 1876، بأحد مساعديه قائلاً (سيد واتسون.. تعال أريدك هنا)،
وذعر واتسون الذي كان يستمع الى صوت يفترض في حسابات المنطق آنذاك انه آتٍ من مكان بعيد، لا يمكن للصوت أن يصل خلاله إلا بمعجزة، وكانت تلك معجزة حقا. من هنا كانت البداية الحقيقية لاختراع التلفون أو جهاز الهاتف الأرضي  وسمي (الأرضي) لأنه يعتمد مد الكابلات المغذية لخدمة الهاتف من والى بيوت الناس وأماكن عملهم، لكن البعض من ضعاف النفوس ومن العاملين أيضا في بعض البدالات كان لهم رأي اخر في الموضوع يختلف كليا عما جاء به الكسندر جراهام من اختراع، فقد وجد هؤلاء أن النحاس الموجود في هذه الكابلات يباع في سوق النحاس بأثمان كبيرة  لا توازي أثمان أجور خدمة الهاتف، وبهذا فقد سبقوا الكسندر غراهام بعقليتهم الفذة وتفكيرهم العملي والنقدي.rnذريعة الكيبل مضروبمئات الكابلات الممتدة تحت الأرض لخدمة الهواتف الأرضية صارت إما نهبا للطامعين بالنحاس المتوفر بها أو للمخربين ممن يقبضون أثمان تخريبهم لموارد بلدهم أسعارا زهيدة ، من شركات لا تفيدها عودة الهاتف الأرضي إلى العمل، ولهذا نفسر التأخير الحاصل في انجاز الإصلاحات والعطب في الخطوط التي دفع المواطن ثمن الاشتراك فيها ، ليس بعيدا عني كان عمال الهاتف يتواجدون يوميا لإصلاح الضرر في الكيبل لكن في المحصلة النهائية يتم التوافق الجماعي بان الكيبل (مضروب) وغير صالح لخدمة الهاتف، فيتم سحبه بسيارة بيك أب، ومن ثم يتم تقطيعه قطعا صغيرة ويحمل على السيارة إلى جهة مجهولة وبسؤالي لأحد العاملين عن المكان الذي سيقصدونه بهذا الكيبل المقطع؟ أجاب بأنه عاطل وسيتم تسليمه الى المخزن وحينما أبديت استغرابي من تقطيع الكيبل قال (حتى يسهل على أبو المخزن)!أبو مهند صاحب محل لبيع الأجهزة الكهربائية أبدى امتعاضه واستغرابه من طريقة الصيانة والتصليح وقال : ما بين الفترة والأخرى يأتي عمال الهاتف ويحفرون حفرة كبيرة، لغرض البحث عن الكيبل المقطوع وحينما لا يجدونه فإنهم يتركون الحفرة مستنقعا للأوساخ مما يؤثر في عملنا وكما تشاهد فإنها مليئة بالقاذورات والمياه، وحينما قررنا دفن الحفرة اعترض احد مهندسي البدالة قائلا: "عدنه بعد شغل"، وهذا الشغل مرت عليه أكثر من سنة دون مرور مسؤول واحد عن هذه البدالة .. الأجور وعادل إمامقد يبدو هذا العنوان غريبا لبعض القراء عن وجود اسم النجم الكوميدي عادل إمام في تحقيق صحفي يتحدث عن إشكاليات عمل البدالات الأرضية، السبب في اختيار هذا العنوان له إسقاطات على الواقع الخدمي والإشكالات الحاصلة والغريبة في جباية أموال من مواطنين لم ينعموا بخدمة الهاتف الأرضي لكنهم مطالبون بتسديد قائمة أجور ضخمة تصل أقيامها الى أكثر من مليون دينا ر.. يقول أبو محمد (موظف): منذ العام 2003 وهاتفي الأرضي لم تدب فيه الحياة كما أني نسيت هذا الجهاز وركنته جانبا حاله حال أي قطعة بالية ،ويضيف أبو محمد انه استخدم الهاتف النقال منذ سنوات، لكن الغريب في الأمر انه تسلم وصلا بضرورة تسديد مبلغ 480 ألف دينار عن المكالمات التي أجراها عبر هاتفه الأرضي منذ العام 2006 وحتى الآن، وقال: أنا لم استخدمه دقيقة واحدة وكابينة الهاتف بجوار بيتي وهي في بركة آسنة للمياه ،بعدما تركها العاملون أثناء فترة الصيانة التي لم تجد نفعا وهم قالوا بأنفسهم بان الكيبل غير صالح، وحينما راجعت البدالة وأبديت لهم استغرابي وعدم استفادتي من الهاتف ،طالبتني الموظفة بضرورة دفع المبلغ ثم تقديم شكوى، قلت لها لن ادفع وخذوا هاتفكم لا أريده حينها أطلقت ضحكة عالية وقالت المبلغ سيتضاعف عليك وستطالب ببراءة ذمة من أموال الدولة في أي معاملة عقار أو سفر، وعليك دفع المبلغ لتجنب المشاكل .. هنا عزيزي القارئ تراءى لي مشهد الفنان عادل إمام في مسرحية (شاهد مشافش حاجة) حينما قال (بيني وبينكم أنا خفت على العدة مع العلم معنديش تلفون).تلكؤ والأسباب مجهولةتشير معلومات عن إحالة أبنية مجمعات الاتصالات لباب المعظم والعلوية والاعظمية من قبل وزارة الاتصالات نهاية عام 2010، ولم  تحقق أي نسب انجاز لحد  الآن  على الرغم من مرور ما يقارب العامين على الإحالة، وعدم استغلال مبالغ الخطة الاستثمارية لعامي 2011 و 2012 والمخصصة لتلك المشاريع، وقامت شركة الفاروق التابعة لوزارة الإعمار بمطالبة وزارة الاتصالات بزيادة في الأسعار  بنسبة 12% للمباشرة بمشروع الاعظمية بسبب التأخير في تسليم المواقع، كما طالبت شركة الفاو بتعويضات عن توقفها في مشروع العلوية وكذلك تقدمت شركة أخرى بشكوى ضد وزارة الاتصالات بسبب توقفها في مشروع باب المعظم .هذا وفي أوقات سابقة تمت إحالة عدد من مشاريع البناء نهاية عام 2011 من قبل الوزارة، وفي مقدمتها مجمع اتصالات البياع ولم تتم المباشرة بتلك المشاريع لحد الآن ولنفس الأسباب او بسبب وجود أخطاء في جداول الكميات أو عدم عائدية الأرض لوزارة الاتصالات وه