TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل:خدمة عراقية لنظام الأسد

شناشيل:خدمة عراقية لنظام الأسد

نشر في: 17 يوليو, 2012: 08:58 م

 عدنان حسين ما كان على المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء أن ينطق بكلمة واحدة تعليقاً وتعقيباً على تصريحات السفير السوري السابق لدى العراق الذي اختار أن ينحاز إلى جانب شعبه ضد الهمجية السافرة لنظام أظهر حتى لمن بهم صمم وعمى انه نسخة مطابقة لنظام صدام حسين.
تعليقه وتعقيبه على تصريحات السفير الذي قال حقيقة ثابتة يعرفها العراقيون جميعاً وكثيرون غيرهم، أكد المستشار الإعلامي من جديد أن حكومتنا لا تكترث بما يصيب شعبها، بل هي أكثر اهتماما بمصير نظام بشار الأسد. السفير فواز الفارس أعلن في مقابلة مع صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية هذا الأحد انه ساعد نظام بشار الأسد، حينما كان محافظاً لمنطقة دير الزور المحاذية للعراق وقبل أن يعيّن سفيراً في بغداد، على إرسال ما وصفها بوحدات جهادية (مجموعات إرهابية) إلى العراق لتنفيذ هجمات مسلحة.وللتذكير فقط فان تلك الهجمات اشتملت على تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وعبوات متفجرة في المدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس والأسواق والدوائر الحكومية وتجمعات العمال والجنود والشرطة ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف وجرح مئات الآلاف وتدمير آلاف الممتلكات العامة والخاصة البالغة قيمتها عشرات مليارات الدولارات. كل العراقيين، حكاما ومحكومين، يعرفون ما أفصح عنه السفير المنشق، بل يعرفون حقائق أكثر واكبر. ولو كانت لدينا حكومة تحترم نفسها ولديها غيرة على شعبها ووطننا لاستثمرت الاعتراف الثمين الذي قدمه المسؤول السوري السابق ولأخرجت من أدراج مكاتبها الشكوى التي كانت في يوم ما ستتقدم بها إلى مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية لملاحقة الجاني الكبير، بشار الأسد ونظامه، قبل أن تتراجع على نحو مفاجئ ولأسباب لم تعلن حتى اليوم.بدلا من هذا وجدنا حكومتنا تهدد على لسان المستشار الإعلامي لرئيسها السفير السوري المنشق بملاحقته بتهمة تسهيل الأعمال الإرهابية.لا يمكن لعاقل ان يصدق ما اعلنه المستشار الاعلامي، فمن باب اولى كان على الحكومة ان تلاحق بشار الأسد نفسه الذي وضعت هذه الحكومة نفسها في موضع الدفاع عنه وعن جرائمه الفظيعة في حق شعبه.تصريح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء يبدو كما لو انه عمل مدفوع الأجر لصالح نظام الأسد، لأن ملاحقة السفير المنشق هو هدف عزيز لهذا النظام الآبق.وما دامت حكومتنا قد تخلت عن واجبها في متابعة حقوق مواطنيها الضحايا على النظام السوري واختارت الانحياز إلى جانبه حتى في ساعة احتضاره، فأنني شخصياً أدعو كل العراقيين الذين سقط لهم ضحايا وتكبدوا خسائر من أعمال الإرهاب لتشكيل جمعية تعمل على ملاحقة النظام السوري ومساءلة حكومتنا عن دورها إخفاقها في القيام بدورها على هذا الصعيد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram