المدى التقافي إن هذا المفهوم النقدي وإن كان العنوان غريبا بعض الشيء، فانا أجده كباحث لهذه الدراسات مليئا بالفراغات الثقافية ،وتلك الفراغات لها أسباب وتداعيات كثيرة ، وأحد هذه الأسباب هناك هوة كبيرة ما بين الوسط الأكاديمي والوسط الثقافي، وهناك أسباب معينة هي أن الوسط الأكاديمي كثير الانشغالات، اما الوسط الثقافي فهو في مكانته المعروفة بالنسبة للحراك الثقافي .
 الشاعر حبيب النورس قدم جلسة نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بهذه الكلمات، والتي خصصت  للدكتور قيس العطواني لإلقاء محاضرة بعنوان " مفهوم النواكز في رؤيا القصيدة العربية ".وتحدث د. قيس العطواني  الإعلامي والأكاديمي في الجامعة  المستنصرية - كلية التربية، المتخصص في الأدب العربي القديم والحديث عن مفهوم "النواكز" في القصيدة العربية، وهي منهجية مقترحة لتحليل القصدية العربية، ما هي النواكز وما المقصود من هذه الكلمة: نلاحظ أن اللغة العربية التي تقوم عليها القصيدة تعتمد في اغلب الأحوال على آليات إبداعية باعثة ومثيرة في النص الشعري تبرز في البنيتين اللغوية والموسيقية لهذا النص.. هذه الآليات تعمل على ديمومة النص في بنائه وتحقيق الاستمرارية في خلق الصور الشعرية لضمان جذب المتلقي وتجسيد رؤيا الشاعر الكاملة ، وأطلقت على هذه الآليات الإبداعية "النواكز" التي تبحث في كل شيء داخل النص له دور في تكوين الرؤيا ، كل شيء يدفع النص الى الإمام، كل شيء يجعل من النص كتابة نهائية . واشير هنا إلى أن تجربة الشاعر في نصه الشعري تجعل  من النص كتابة نهائية ، وأشير هنا إلى أن تجربة الشاعر في نصه الشعري، في اي عصر خلق فيه هذا الشاعر ، ترتكز على عامل بارز جدا من بين مجموعة عوامل تتضافر معا لتجسيد هذه التجربة، وهو قوة توظيف ظواهر التشكيل اللغوي والإيقاعي في هذا النص وصولا إلى تحقيق القدر الأكبر من التأثير في روحية المتلقي ، وكل ظاهرة لغوية وإيقاعية هي ناكزة دافعة النص الشعري لتكون التأثير في المتلقي.وأضاف العطواني: من المهم جدا أن نعرف كيف نجد النواكز، وكيف تقوم بعملها في بلورة النص الشعري ومن ثم فهمه واستيعابه ، والنواكز مفردها ناكزة، في بعدها اللغوي المعجمي نرى لسان العرب لابن منظور يقول: "نكز" النكز الدفع، والضرب، نكزهُ نكزا، أي دفعه وضربه، والنكز طعن بطرف سنان الرمح، والنكز والطعن والغرز بشيء محدد الطرف، ونكز الدابة بعقبة ضربها يستحثها، عن أبي زيد الكسائي "نكزته ووكزته ولهزته ونفتته بمعنى واحد".وقال عن النواكز الصرفية: هي طبيعة الكلمة من جانبها الصرفي من حيث دلالتها العامة على الفعل او الاسم أو الحرف ،كذلك دلالتها على الزمن والجنس والعدد أيضا من حيث تركيبها الوزني المأخوذ عن التركيب العروضي وما يحمله من دلالات الاشتراك في الزنة الصرفية بين لفظتين أو أكثر، بالطبع هذا النوع من التحليل يتضافر مع الصور البلاغية والجمالية للأسلوب مثل : التشبيه ،المجاز ،الكناية ،الطباق أو الالتفات وغيرها قبل أن أعطي المثال التطبيقي على منهجية النواكز في القصيدة العربية.المحاضرة أثارت اللغط في الحضور الثقافي، لكونها غريبة من حيث التسمية والمضمون والدلالة، بالرغم من أن العطواني تمكن من إقناع الحضور بهذا المفهوم البلاغي، الذي يبدو غريباً والذي لم يتطرق إليه احد من قبل، وهذا ما يحسب للدكتور قيس العطواني .