اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مسرحية المال قصة عن البخيل كروتيتسكي

مسرحية المال قصة عن البخيل كروتيتسكي

نشر في: 18 يوليو, 2012: 07:11 م

ترجمة / المدى تروي مسرحية " المال  Money " لأوستروفسكي قصة البخيل كروتيتسكي و ابنة أخيه البريئة اللذين يحاولان الاستمرار في الحياة في منطقة متهدمة من البلدة، كما يبدأ جون فريدمان عرضه النقدي هذا. لقد أنشأ كونستانتين رايكين علاقة عمل متينة مع الكاتب المسرحي أليكسندر أوستروفسكي منذ عهدٍ قريب.
و معالجته لمسرحية يدعوها " المال " هي المرة الرابعة التي انكب فيها و مسرحه ( مسرح ساتيريكون Satirikon) على نتاج الكاتب المسرحي الذي عاش في القرن التاسع عشر في السنوات الأخيرة. و كما فعل مع " منصب مُربح "، أنجح انتاجات أوستروفسكي السابقة، قام رايكين بهزهزة الأصل، و ألبسه ثياباً حديثة، و ملأ قبّعاته، و شواذه و ضحاياه بإحساسٍ معاصر.و أبدع دميتري رازَموف مجموعةً من الأشياء يمكن لأي واحد سافر بالقطار عبر ضواحي موسكو أن يتعرف عليها بسهولة : كراجات من الصفيح مغطاة جدرانها بمختلف أنواع الكلام الناشز؛ تسليكات كهربائية رديئة على جدرانٍ متهدمة؛ سيارات محترقة مهجورة؛ علب نفاية صدئة؛ قصاصات ورق مرمية تتطاير حيث تهب الريح.و الناس هنا عاديون كعملة الخمسة كوبيك. واحد يدير كشك فاكهة. آخر يعيش في بؤس و حقارة مع زوجته و ابنة أخيه. امرأة وحيدةً مع ابنها في مبنىً متداعٍ. عائلة لها بنت ذات ادعاءات طبقية و تُظهر ذلك من خلال السلوك العدائي و الميل إلى اللبس على نحوٍ ساحر بطرقٍ غير مناسبة كلياً. و جميعهم لديهم خطط كبيرة، و لو أنها خفية، و معظمهم مريبون أو طامعون في جيرانهم.و تبرهن " مال " رايكين مرةً أخرى على أن أوستروفسكي، الذي كتب مسرحياته قبل أكثر من 130 سنة، قد تمكّن من روح التجربة الروسية بالدقة التي اتسم بها أي كاتب آخر في أي نوعٍ أدبي. و لم تكن لدي أوستروفسكي بطبيعة الحال فكرة عما سيبدو عليه الناس في عام 2010، لكنه كان يعرف بالتأكيد ما سيكون شبيهاً بذلك. إن " المال " تكييف لمسرحية عنوانها الأصلي، المستمد من قولٍ شعبي، يمكن جعله " خِرَق للأغنياء Rags to Riches ". فهي تحكي قصة البخيل كروتيتسكي، و ابنة أخيه الحساسة البريئة ناستيا، و الناس الذين حولهما الذين يتحايلون من أجل موقع و وضع مشروع في عالمٍ منخفض السقف و مكتظّ. و قد أضاف رايكين للقصة الأصلية مجموعةً من لصوص و قطاع طرق عديمي الهوية و الاسم تقريباً يلوّنون القصة بأغانٍ و رقصاتٍ مواكبة للعصر. و تبرز من بين هذه المجموعة الغنائية الراقصة أليزافيتا مارتينيز. و تمضي الأمور في حركتها ببطء مع عرضٍ مطوَّلٍ قليلاً. و نتعرف هنا في المسرحية على دومنا ميغاشيفا، و هي في هذا التكييف للمسرحية عاملة سكك حديد تعشق التحدث و تهيم بابنها يليسيا. و يعيش إلى جوارهما جيران مستكبرون هم أصحاب كشك الفاكهة ــ يبيشكين، و زوجته المحبة للأبهة فيتينيا و ابنتهما المتكبرة المثيرة جنسياً لاريسا. و ليس مما يُدهش في هذه الزاوية الرثة من البلدة أن تكون لاريسا الشيء الأكثر إثارةً تقريباً الذي تقع عليه عينا الفتى يليسيا على الإطلاق. و نظراً لكونها مترقبةً على الدوام للقيام بشيء، فإنهما سرعان ما يجدان نفسيهما أحدهما بيد الآخر. لكن جوهر القصة هو ما يرشح من حول كريتيسكي ( الذي يمثل دوره دينيس سوخانوف )، البخيل الدائم التذمر، الذي يحتفظ برزم من النقود مخيّطةً في سترته، مع أنه يدّعي أنه فارغ الجيب مفلس. و هذا ما يعقّد الأمور بالنسبة لابنة أخيه ( و تمثّلها نينا غوسيفا )، التي تشعر بالارتباك من الاعتراف بفقرها للمحترم المتقدم لخطبتها ( و يمثّله أليكسي كورياكوف ). و يقوم سوخانوف بتمثيل دور كروتيتسكي ككائن أدنى من الانسان. فنجده، و هو سريع الغضب، و حاد الصياح، و ماكر، و متشكك بكل واحد، ينسل هنا و هناك بطريقة الأفعى. و بالتالي، فلا عجب في أن لا يُحبه الناس و يرتابون بأن هناك شيئاً ما يتّسم بالخطورة في ما يتعلق به. و ذلك ما يحصل حين تُقلب الموائد، على كل حال، إذ نجد كروتيتسكي في لحظة ضعف، حين يفقد المال المخيَّط في سترته، يتحطم بشكلٍ مؤلم و كأنه ليس إلا شخصاً حساساً سريع الانكسار. هنا نرى في عينيه المفزوعتين و إيماءاته الخفية تفسيراً لسلوكه التستّري الشاذ. فهو يعرف أنه يعيش بين الضواري، الذين سيلتهمونه في دقيقة إذا أعطاهم الفرصة لذلك. و في الواقع، فإن تلك اللحظة لا تطول في مجيئها. ذلك أن يبيشكين ــ و بعيداً عن أنظار الجميع، بالطبع، بمن فيهم نحن ــ لديه زمرته من قطّاع الطرق وراء ظهر كروتيتسكي حين يتجول البخيل المفزوع في متنزهٍ معتم ليلاً. و ليس واضحاً كلياً ما يحدث هناك. لكن، و مع أن كروتيتسكي لا يعود يبدو للعيان، فإننا نشاهد يبيشكين و هو يسلّم بهدوء نقوداً لكل قاطع طريق عائد من الغابة. إن انتاج رايكين مزيج غريب أحياناً من المسرح الموسيقي، و كوميديا الموقف  situation ، و الهجاء الاجتماعي، و قصة الجريمة المثيرة الدامية. و في الحقيقة، فإن تلك الأساليب الفنية الفوضوية تناظر تماماً النسيج المرقَّش للحياة الروسية الحديثة. و إذا ما كان هذا الإنتاج بطيئاً أحياناً في الكشف عما تقوله القصة، فإنه على الدوام صائب في الهدف. و إنك لن تتوقع ما هو أقل، من أوستروفسكي، أو من رايكين، بقدر ما

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram