TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > العـواصـف الترابيـة أزمــة الطبيعـة المكملة لأزمــات الفساد

العـواصـف الترابيـة أزمــة الطبيعـة المكملة لأزمــات الفساد

نشر في: 18 يوليو, 2012: 07:14 م

 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/ محمود رؤوف معظم الناس تسأل وتناقش الأحوال الجوية في العراق، لكونها التحدي الحقيقي الذي أصبح ظاهرة مرعبة اسمها العواصف الترابية! والبعض يفضل أن يطلق عليها  أحداث الغبار، لأنه عندما نفكر في عاصفة معناه التفكير في شيء يستغرق ساعة أو أكثر قليلا، لكن
 "أحداث الغبار" يمكن أن تستمر لعدة أيام في بلد تعتبر عاصمته واغلب مدنه بيئة شبه عسكرية، وكيف يكون تأثيرها في حياة الناس وممارسة عملياتهم اليومية. الناس تتساءل أين يذهب ضوء النهار الذي تحول إلى ظلام دامس بسبب التحرك السريع للغبار، ماذا حدث ويحدث لأجواء العراق؟ أسئلة قد تكون واضحة ومحيرة في أن واحد، فالحكومة صامتة  ولا تحرك ساكناً ولا ترد على سؤال الموطن الأزلي: أين الحزام الأخضر لصد تلك العواصف؟ فهل تحول أيضا ليشكل سوراً للمنطقة الخضراء لصد العواصف الترابية خوفاً على صحة ممثلي الشعب! مصدرها المناطق الشماليةأول شيء يمكن أن تكون بحاجة إليه هو النظر إلى مصادر هبوب تلك العواصف، حيث يؤكد مالك محمد خبير في مجال البيئة - الجامعة المستنصرية في حديثه لـ(المدى): إن معظم المناطق المسببة لانطلاق تلك الرياح هي مدن الشمال، حيث يكون مصدرها في الطبقة السفلى من نهري دجلة والفرات ويمكن أيضا أن تكون أصغر حجما وتحدث بالقرب من الجداول أو البحيرات الجافة في العراق. وهناك أيضا عدد كبير من العواصف تأتي من إيران، وخاصة من الحدود الشرقية للعراق. والغبار في تلك المناطق يشبه بودرة التلك (البودرة المستخدمة للأطفال)، وهذا هو السبب في أننا نسميها عاصفة ترابية بدلا من عاصفة رملية. ويجب أن نأخذ في الاعتبار المناطق التي يجري فيها البناء لكونها تسبب ما يسمى الغبار المحلي، الذي من شأنه أن يقلل الرؤية إلى حد كبير، واستدرك محمد في حديثه قائلا: هناك نوعان رئيسيان من العواصف الترابية، يصعب التنبؤ بهما، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي تحدثان فيها الأولى: العواصف الرعدية التي نادرا ما تحدث في أواخر الخريف إلى الربيع، كما أنها الأكثر إثارة لأنها تحدث بسرعة كبيرة، وهي أحد أنواع العاصفة الترابية التي تشبه جدارا من الماء الذي يتهدم ويسرع نحوك، الثانية: عاصفة ترابية تهب من الشمال، هذا النوع من الغبار حدث ليس دراماتيكيا، لكنه لا يسبب انخفاض الرؤى، سببه غبار الشمال بواسطة الرياح التي تهب على شمال غرب العراق ويمكن ان تستمر أربعة أيام.كشف الإرهابيينبينما أكد الخبير العسكري احمد عبد اللطيف من وزارة الدفاع العراقي في حديث  لـ(المدى ) قائلاً: آثار العواصف الترابية  تعتبر كبيرة على الجانب الأمني، وتوثر بشكل سلبي في العمليات العسكرية وملاحقة الإرهابيين، إضافة الى تأثيرها على القوات العسكرية البرية، خصوصا أن حدودنا مفتوحة على مصراعيها وهذه العواصف تكون طوق أمان لدخول وخروج الإرهابيين، إضافة إلى خطورتها انها تمنع الطيران من حيث الهبوط والإقلاع في مناطق آمنة ومحددة، ولها اثار في المعدات العسكرية التي تجري باستمرار صيانتها وتنظيفها بسبب هذه العواصف. مضيفا انه تم إفشال أكثر من عملية إرهابية كان مخططا لها أن تنفذ وقت هبوب العواصف الترابية لكن انعدام الرؤية كان السبب في مسك المنفذين بعد أن تعرضت أجهزة اتصالاتهم الى التشويش وكشف أوكارهم .تأثيرها الاقتصاديالخبير الاقتصادي جعفر الموسوي أستاذ في جامعة بغداد أكد في حديثه لـ(المدى) قائلاً : إن حدوث العواصف وانتشار الغبار سببهما يرجع إلى الجفاف الشديد النابع  من شتاء جاف جدا.واستدرك الموسوي في حديثه قائلاً: إن هناك المزيد من العواصف الترابية هذا العام بسبب الجفاف الذي سبب "أقل غطاء نباتي لعقد الأرض معا، وهناك قيعان البحيرات الجافة التي تكون كبيرة في مناطق تعتبر مصدر الغبار ويمكن أن تستمر عدة أيام، مع أقل الغبار ليلا. ويمكن لارتفاع واتساع العاصفة الترابية أن يكونا مذهلين. وفي المتوسط  تبقى العاصفة الترابية في حدود 5000 قدم أو أقل. وفي الآونة الأخيرة كانت هناك عاصفة ترابية في شمال العراق بحدود 18000 قدم.وشدد الموسوي في حديثه قائلا: "ورغم ذلك، كانت هناك عاصفة ترابية في شمال العراق كانا نراقبها في الهواء عبر الأجهزة العلمية الخاصة، فقد شاهدنا أعمدة غبار كبيرة بما يكفي لتغطية جزء من العراق"، وأشار إلى انه:  في كثير من الأحيان تتم تغطية ثلثي البلاد من خلال عاصفة ترابية كبيرة، وهذا ليس من المعتاد، وهذا ما يؤدي إلى خسائر كبيرة.الغبار وظاهرة التصحرمصدر متخصص في الأنواء الجوية أكد لـ(المدى) قائلاً: كما هو معروف أن شهري تموز وآب هما الأكثر في ارتفاع درجات الحرارة من أشهر السنة في العراق. حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة فيهما إلى أكثر من 120 درجة فهرنهايت. والرياح الشمالية الغربية تهب من الشمال بشكل دائم تقريبا. وتشتد الرياح في عقدة 15 (حوالي 17 ميلا في الساعة) وما يحدث علميا هو بسبب جفاف الأراضي الرطبة وخروج جيوب أخرى من الرطوبة في البلاد القاحلة، مما يزيد من عدد أماكن الشمال  التي يمكن ان تلتقط الغبار. وتكون العواصف التي قد تستمر لعدة ساعات او أيام متتالية .وكشف خ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram