محمد مزيد تعرضت مدينة بيشاور في باكستان امس الى هجوم جديد من المسلحين المتطرفين، وكانت حصيلة التفجير الانتحاري حسب الشرطة مقتل عشرة وجرح 13، والهجوم الانتحاري جاء متزامنا مع حملة امنية واسعة تقوم القوات الامنية الباكستانية لاعتقال العشرات ممن تشتبه بهم لصلتهم بالتفجيرات الاخيرة التي شملت جنوب وزير ستان،
تلك المنطقة الجبلية الوعرة التي يصعب تعقب المطلوبين فيها للاسباب اللوجستية المعروفة .يأتي هذا الانفجار الجديد امس في وقت، كان قد وقع فيه الرئيس الاميركي على تشريع، يضاعف به المعونات غير العسكرية لباكستان والتي تقدر قيمتها بـ 7,5 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.ونقلت وكالات الأنباء، وتعليقات المحللين ان تلك المعونات تهدف الى مساعدة هذا البلد للنهوض بديمقراطيته.. وعزز هذا التحليل قول متحدث البيت الابيض بأن "هذا القانون دليل ملموس على الدعم الواسع لباكستان في الولايات المتحدة لتحسين الظروف المعيشية للشعب الباكستاني".ان التحدي الذي تواجهه ادارة الرئيس الاميركي في مواجهة الارهاب قد بلغ اعلى مستوياته ولذلك اصبحت خطة اوباما الستراتيجية في هذا الشأن والتي نوقشت في الكونغرس محل أخذ ورد وسجال لم ينته الى الآن، حيث يرتبط الموقف العسكري الاميركي لمواجهة طالبان باكستان بالمواقف النظيرة له في أفغانستان. القائد الأميركي بتريوس، قال، وبهذا الصدد، لتعزيز الحكمة الضرورية من المواجهة المستمرة للجماعات المسلحة الإرهابية، سواء في افغانستان او في باكستان، قال أمام مجلس النواب الأميركي "ان مزيدا من الجهود يجب بذلها لكبح جماح المتطرفين، وان أميركا ستواصل مطاردة المقاتلين في المرتفعات الواقعة بين باكستان وأفغانستان" .اقوال القادة الميدانيين تؤكد سعي الإدارة الأميركية بضرورة إنهاء ملف الحرب في هذا المكان المضطرب من العالم ولذلك كانت المعونات الاميركية غير العسكرية قد قرئت لدى المحللين انها بقصد تقديم الدعم المدني بما يرفع من سقوف الفقر المعيشي، والخدماتي، والتعليمي، مقابل ان تنهض بديمقراطيتها وتستمر في نهجها لمواجهة التطرف الاسلامي الذي تقوده طالبان. أميركا تدرك ان التطرف، يلقى استجابة في بعض الاحيان لدى الفقراء، وتقول الدراسات المنهجية في غير معهد واكاديمية عالمية ان أسباب ودوافع الشباب من وسط الفقراء الى الانخراط بالتمرد، ليس هو الوازع الديني وحده، بقدر ما هو حاجة اولئك الفقراء الى إيجاد الخلاص من حياة تعيسة، لا طعم فيها. فهل تسارع حكومة باكستان الى الاستفادة من تلك المعونات المدنية كي تعمل على التماهي مع هذا الدرس لكي تنهض بحالة الفقر لدى الشباب لمنعهم من الذهاب الى الجحيم بأقدامهم؟
نافذة على العالم: باكستان والمعونات غير العسكرية
نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 06:31 م