اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > خارج الحدود: تقرير غولدستون بين رفض حماس وقبولها

خارج الحدود: تقرير غولدستون بين رفض حماس وقبولها

نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 06:39 م

حازم مبيضيننعرف سلفاً الموقف الاسرائيلي من تقرير غولدستون, الذي يدين جرائمها في قطاع غزة, ونعرف أنها ناورت كثيراً, لإقناع العالم بأن إقراره سيشكل مكافأة للارهاب, ويوجه رسالة واضحة للإرهابيين في كل مكان, مثلما يشكل نكسة لآمال السلام في الشرق الأوسط,
 ونعرف أن القيادة اليمينية في الدولة العبرية, صرفت وعوداً غير رسمية بالتحقيق في شأن المخالفات التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في غزة, واعتبرت أن تقرير غولدستون جائر وسخيف وأحادي, وأنها تهدد اليوم بالويل والثبور وعظائم الامور, لأنها تعرف أن أبواب ملاحقتها قانونياً قد انفتحت, وأن آلافاً من الفلسطينيين والعرب سيدقون هذه الأبواب, ويلاحقون قادتها في المحاكم, ونعرف جيداً أنها ستلجأ إلى كل الأساليب القذرة, للتشويش في الساحة الفلسطينية المنقسمة اليوم, لتمنع أي مصالحة وطنية يأملها المخلصون, ولتزيد حالة التشظي السائدة في تلك الساحة, لتظل قضية إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة قابلة للأخذ والرد, ولتظل قضية الشرق الاوسط معلقة تراوح مكانها في أروقة السياسة الدولية ودهاليزها.والسؤال هو ماذا سيكون موقف حركة حماس, بعد أن أقامت الدنيا ولم تقعدها, بسبب تأخير مناقشة التقرير الذي يدينها بنفس درجة إدانته لاسرائيل, إن لم يكن بدرجة أكبر وأخطر, ومعروف أن الهجمة الاعلامية التي شاركت فيها قوى تؤيد حماس, كانت السبب وراء قرار الرئيس الفلسطيني بالمطالبة ببحث التقرير فوراً, رغم معرفته أن ذلك سيغضب واشنطن التي أعلنت مسبقاً أنها ستصوت ضد القرار, وأن هذا الموقف سيفضي إلى تباطؤ الزخم الذي وعدت به إدارة أوباما لدفع العملية السلمية, في حين ندرك جميعا أن ذلك سيطلق يد اسرائيل في بناء المزيد من المستوطنات, وخلق وقائع جديدة على الارض تعرقل التوصل إلى تسوية نهائية تحفظ للفلسطينيين بعض حقوقهم, وإذا عرفنا أن  نصف الدول الأوروبية ستصوت ضد التقرير, وأن عدد الممتنعين عن التصويت كبير إلى حد إضعافه, وإفقاده الزخم المطلوب فاننا ندرك حجم الورطة التي أدخلت حماس نفسها فيها, وهي تبحث عن نجاحات مرحلية في صراعها على السلطة مع الشرعية الفلسطينية.ستكتشف حماس أنها ناورت بضيق أفق, وهي تتهم السلطة بالتفريط بحقوق الفلسطينيين, وأن الاتهامات التي كالتها للشرعية الفلسطينية سترتد عليها, في حال تمت الموافقة على تقرير غلادستون, الذي كانت رفضته فور صدوره واتهمته بأنه صناعة يهودية, ثم عادت للدفاع عنه نكاية بالرئيس محمود عباس, في محاولة لإضعافه داخلياً تحقيقاً لطموحاتها السلطوية, لكنها إن لم تكن تدرك أنها بذلك تساهم بإضعاف موقفه التفاوضي مع اسرائيل, فتلك مصيبة, لكن المصيبة ستكون أعظم وأشد بشاعة, إذا كانت تدرك ذلك أو تتعمده, والمؤكد أن فلسطينيي قطاع غزة الذين دفعوا ثمن الانقلاب الحمساوي, ودفعوا ثمن الهجمة الاسرائيلية على قطاعهم المنكوب, هم الذين سيدفعون اليوم ثمن اعتماد تقرير غولدستون الذي يدين حماس الحاكمة فيه, وسيدفعون الثمن أيضاً إن لم يتم اعتماده بالشكل المطلوب, وليكن الله في عونهم على تحمل نتائج مناورات حماس السلطوية التي تتوجها اليوم برفض توقيع المصالحة الوطنية التي هي أمل كل الفلسطينيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram