TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مـــــصــر "الأخرى"

مـــــصــر "الأخرى"

نشر في: 19 يوليو, 2012: 06:12 م

 لينا مظلوم  بعد أشهر..حُسِمت انتخابات الرئاسة المصرية بفوز المرشح" البديل"لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي.. وسط اهتمام عربي- عالمي(تجاوز درجة الاهتمام من قوة دولية مثل أميركا)..هذه النتيجة تضع مصر و المنطقة أمام واقع جديد بكل مخاوفه و مخاطره..
شهدت حالة فريدة لم يعرفها تاريخ مصر المعاصر حفلت بالضغوط والصراعات العنيفة و الشائعات..هذا الجو الملبد بالاحتقان جعل التكهن أمراً من رابع المستحيلات أمام عدة ملفات ملغّمة تواجه الواقع المصري الإسلامي الجديد, خصوصا و انه ليس سراً أن القرار  الفعلي سيكون للرجل القوي داخل الجماعة و هو الملياردير خيرت الشاطرالذي ترشح مرسي بديلا عنه بعد أن أخرج القضاء الشاطر من سباق الرئاسة.عالميا, خرجت اللقاءات و التفاهمات بين الإدارة الأميركية و قيادات التيار الإسلامي منذ حوالي عام من السر إلى العلن..إذ نجحت قيادات الإخوان في إقناع صُناع القرار بممارسة الضغوط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى مرشحهم مرسي..مما لاقى قبولا لدى الطرف الأميركي و هو يقوم بعملية "تبديل وجوه" في منطقة شمال إفريقيا ,ليستبدل دكتاتورية جثمت على أنفاس شعوبها عشرات السنين, بدكتاتورية ثيوقراطية مقابل التكتل الديني الآخر في منطقة الهلال الخصيب.. تمهيدا لهذا التنسيق, اقتصر خطاب رموز الإخوان القيادية على وسائل الإعلام الأميركية تحديدا.. بدا واضحا التركيز على وضع رجل الجماعة القوي خيرت الشاطر  تحت بقعة أضواء الإعلام في كبرى الصُحُف الأميركية ما هي إلا خطوة تسبق ترتيبات تم حسمها فعلا قبل إعلان النتائج الرسمية.  بعيدا عن نظريات المؤامرة, تجري تحقيقات في الكونغرس عن التمويل الضخم الذي منحته الحكومة للتيارات الإسلامية مؤخرا.. كل هذه "العلامات"الفاصلة في التقارب قد تبدو مقبولة من تيارات سياسية لم تعتمد-كجماعة الإخوان -منذ إنشائها على تخوين و تكفير المتعاملين مع الغرب بسبب ما تُحيكه المؤامرات الصهيونية-الأميركية ضد العالم الإسلامي!!إذا أصبح على المُتلقي العربي- بعد أن سلبت دكتاتوريات المنطقة قوة القرار العربي- تقبّل الوجوه الإسلامية وفقا لمتطلبات السياسة الأميركية المرحلية.على الصعيد الداخلي المصري..يواجه مرسي عدة قيود تحد من سلطاته –بل تكاد لا تُبقي لها تأثيرا- منها قرار القضاء المصري حل البرلمان الذي اختطف الإخوان غالبيته..و خلافات حادة حول تشكيل لجنة إعداد الدستور بعد إصرار التيار الإسلامي الهيمنة على عضوية اللجنة..أخيرا القرار الذي أصدره المجلس العسكري تحت عنوان "إعلان مكمّل للدستور" , يضع في يد الجيش سلطة البت في الكثير من القرارات المصيرية الهامة.أما الملفات الأخطر التي يكمُن"الشيطان"في تفاصيلها.. هي أولاً الأمن-وزارة الداخلية- و للجماعة – منذ إنشائها عام 1928-تاريخ ثأر طويل مع هذه المؤسسة , إذ تعتبر الأجهزة المختصة في الوزارة من أعرق أجهزة العالم خبرة بالإخوان.. تاريخ الكراهية الممتدة سيدفع الإخوان حتما إلى التغلغل داخل هذا الجهاز.. الملف الثاني هو علاقة التوافق-التصادم التي ربطت تاريخيا بين الجيش و جماعة الإخوان.. لم يشهد التاريخ المصري استمراراً لحالة توافق أو تراض تمت بين الطرفين.. إذ سرعان ما تتحول إلى صدام و صراع مصالح.. و تصل المخاوف المصرية ذروتها عن مدى تمكُن التيارات الإسلامية من التغلغل داخل هذه المؤسسة الرئيسية, خصوصا أن للإخوان ميليشيات عسكرية منظمة و مسلحة.سياسيا تبدو الدعوة التي يتبناها التوجه السياسي الداعم لفكرة الدولة المدنية مطالبين الإخوان بتجاوز النظرة الحزبية الضيقة إلى تبني مبدأ المشاركة في العملية السياسية.. رغم أن التاريخ المدوّن للجماعة لا يذكر أنهم تقبلوا – فعليا- مشاركة أي قوى سياسية.. فالجماعة لا تعبُد إلاّ نفسها- كما كتب مؤسسها الشيخ حسن البنا-. هنا يبقى السؤال..هل تكسر الجماعة هذه القاعدة التاريخية و تكتسب المرونة المطلوبة للتعاون مع تيارات سياسية أخرى؟؟ خصوصا و أن نسبة فوز مرسي على المرشح المنافس لم تتجاوز 2%.المؤكد أن مصر بعد 24 حزيران تتجه إلى "مصر" أخرى مجهولة.. لا يظهر من جبلها الجليدي الغاطس إلاّ القمة فقط... الرئيس "البديل" مرسي.. و الفعلي خيرت الشاطر.. و من ورائهما مرشد جماعة الإخوان المسلمين. كاتبة عراقية مقيمة في القاهرة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram