TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:"طركاعة" مرتقبة

نص ردن:"طركاعة" مرتقبة

نشر في: 19 يوليو, 2012: 06:55 م

 علاء حسن بحسب مصادر في وزارة الدفاع، أن وفدا عسكريا إيرانيا سيزور بغداد في غضون الأيام المقبلة، بهدف إبرام اتفاق امني بين البلدين،  وتزويد قواتنا المسلحة بمنظومة صواريخ ،  في وقت لوحت فيه اطراف دولية بضرورة استخدام  القوة العسكرية لحسيم المشكلة السورية .
الاتفاق الامني المرتقب بين بغداد وطهران على "مستوى الصواريخ " سيثير بلا شك اعتراض الولايات  المتحدة الاميركية ودول اخرى سبق ان اعلنت مواقفها الداعمة للشعب السوري وانقاذه من نظام بشار الاسد والانتقال الى نظام ديمقراطي ، لم تعرف بعد هل يكون بنسخة  عراقية او مصرية او تونسية  ، وهذه "الطركاعة" بحسب  مؤيدي وانصار  المخلوعين من الرؤساء العرب وفلول  انظمة طالتها رياح الربيع العربي،  تكشف عن اصرار واضح على الدفاع عن بعض اصحاب السيادة الحاليين ، على وفق قاعدة الحالي افضل من اللاحق ،  استنادا  لتحولات شهدتها المنطقة ، اعقبتها احداث يقال عنها دائما ومن قبل اصحاب نظرية "الطركاعة" بانها خلخلت النسيج الاجتماعي واثارت النزعات الطائفية والمذهبية ، وهددت السلم الاهلي . تصريحات المسؤولين العراقيين ، اكدت  ان البلاد تعافت من مخاطر تداعيات السنوات السابقة بكل ما تحمل من كوارث ، اما المحتملة منها فتطلب تجاوز الازمة السياسية والتمسك بالدستور بمنع اسخدام الاراضي العراقية منطلقا لشن اي عدوان على دول الجوار ، زيارة الوفد الايراني العسكري الى بغداد من المحتمل ان تثير العديد من "الطراكيع " فالعراقيون ليسوا بحاجة لخوض حرب بالنيابة للدفاع عن اي نظام عربي، وسوريا سبق ان اتهمتها بغداد قبل سنوات،  بانها كانت  وراء تصدير الانتحاريين  ودعم جماعات ارهابية تستهدف المدنيين ."الطركاعة الجديدة" او المحتملة ليست بعيدة عن اذهان وانظار المسؤولين العراقيين ، ولكن التساؤل المطروح هنا يتعلق بمدى التمسك باستقلالية القرار، ولاسيما ان ايران متهمة من قبل قوى عراقية مشاركة في الحكومة والعملية السياسية بانها صاحبة الحيز الواسع للتدخل في الشان العراقي ، وامتلاكها وسائل قادرة  على قبول او تبني مواقفها  ، وهذا الرأي طالما عبر عنه المعترضون على ممارسات المالكي ، وهو بغض النظر عن حقيقته  يكشف عن قلق ومخاوف من تعرض العراق" لطركاعة اقليمية"  تقف وراءها رغبة طهران بتزويد القوات المسلحة بصواريخ لم تعرف بعد طبيعة استخدامها ومواقع مناصاتها ، وهل ستكون على الحدود الغربية مع سوريا  ام في المناطق المتنازع عليها، وهذه المناطق هي الاخرى  تعاني مشكلة مستعصية ، عجز حتى الدستور عن معالجتها ، وحينما تكون مرشحة لاحتضان قواعد الصواريخ سندخل في معادلة رياضية صعبة من نوع "طركاعة  تكعيب ".ربما تكون زيارة الوفد الايراني العسكري لغرض تامين الاجواء الامنية المناسبة لوصول  الزوار الايرانيين الى العتبات المقدسة في المدن العراقية ، وضبط الحدود ومنع المتسللين  ، ومكافحة ظاهرة تهريب المخدرات ، وتعزيز وتطوير التعاون الامني بين البلدين ، والزيارة في هذا الاطار ستحظى بتاييد شعبي وسياسي ، واذا كانت تهدف لتحقيق اغراض اخرى فسيكون العراق مقبلا على طركاعة من الوزن الثقيل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram