TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: تشريب الأحزاب

نص ردن: تشريب الأحزاب

نشر في: 19 يوليو, 2012: 07:25 م

 علاء حسن رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب خالد شواني أعلن اجراء اكثر من 53 تعديلا على مشروع قانون الأحزاب  تمهيدا لإقراره من قبل البرلمان، والمشروع خضع للقراءة الاولى  بعد ان عرض أمام منظمات المجتمع المدني وبعثة الامم المتحدة في العراق، والقوى العاملة في الساحة العراقية، ومع اهمية إقراره لتنظيم الحياة السياسية، 
 هناك بعض الاطراف لا ترغب في انجاز القانون بحسب عضو القائمة العراقية لقاء وردي التي ذكرت في حديث إذاعي ان الجهات المتنفذة وعددها اربعة  احزاب لا اكثر تقف عائقا امام تمرير المشروع، وانهاء الجدل المستمر حوله منذ الدورة التشريعية السابقة.بعد العام 2003 اسست احزاب بالمئات، لغرض المشاركة في الانتخابات التشريعية، من اجل وصول امين عام الحزب او امينه العام للبرلمان لكي يحقق مطالب العراقيين، ومجلس النواب السابق شغل مقاعده اصحاب القائمة المغلقة في تحد سافر للقواعد الديمقراطية، وهؤلاء وليس غيرهم عجزوا عن اقرار قانون الاحزاب، وكان الخلاف حول مصادر التمويل والارتباط بدول خارجية، والخلاف الجوهري يتعلق بالجهة الرسمية المسؤولة عن منح اجازات التأسيس.وكعادته في ترحيل القوانين  المعطلة الى الدورة التشريعية اللاحقة، اعلن بعض اعضاء البرلمان الحالي حرصهم على تشريع القانون، والاعلان وحده ليس كافيا لإثبات جدية هذا التوجه والأمر يتطلب موقفا موحدا من قبل الجميع  لاثبات حقيقة الإيمان بضمان حياة سياسية مستقرة في العراق خالية من الازمات المزمنة والطارئة.في الأشهر الأولى عقب سقوط النظام السابق كانت الفنادق الكبيرة في العاصمة بغداد تشهد توافد مئات الشخصيات من شرائح اجتماعية مختلفة للمشاركة في المؤتمر التأسيسي للحزب الفلاني، ينتهي بإقامة وليمة غداء تضم أنواع المشويات والمقبلات، ومع تكرار انعقاد المؤتمرات التأسيسية يحضر عدد كبير من المشاركين في  المؤتمر السابق إلى الحالي، يجمعهم وكما قال احدهم وقتذاك تناول "تشريب الحزب" قبل الإيمان بأفكاره  وبرنامجه السياسي، والرجل  تحدث بصراحة امام مراسل جريدة أميركية  كان مكتبها في احد فنادق الدرجة الأولى. "تشريب الأحزاب"  يمكن ان تستقطب جمهورا واسعا أي توسيع قاعدتها الشعبية بهذا الأسلوب القديم جدا، فالمال كان وعلى مدار العصور وسيلة لصنع القادة السياسيين، والشواهد كثيرة، خصوصا أثناء الحملات الدعائية قبل إجراء أية عملية انتخابية.الأحزاب الفقيرة المعتمدة على التمويل من اشتراكات وتبرعات الأصدقاء والمحبين والموالين والمناصرين والمؤمنين ببرامجها غير قادة على توفير "التشريب" للقواعد الشعبية، وهي غير مرتبطة بجهات خارجية تمنحها  مبالغ مالية بالعملة الصعبة، ويكون تشريبها مثل مركة المستشفى خاليا من اللحم والعظم، والأحزاب الأخرى التي توصف بأنها متنفذة، ولها تمثيل واسع في مجلس النواب والحكومة، تشريبها يحتوي على لحم زند طليان من النوع "الهرفي" وبعد تناول الغداء ورفع برقية تجديد الولاء لزعيم الحزب او أمينة العام يتم توزيع البرنامج  السياسي، وعلى بركة الله يخوض الانتخابات المقبلة.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram