TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > على الارجح: تأبين و تأبين

على الارجح: تأبين و تأبين

نشر في: 16 أكتوبر, 2009: 06:57 م

محمد الذهبي مضى ما مضى وربما هدأت نفوس ذوي الذين طالتهم مأساة الاربعاء الدامي التي اثبتت انها من كبريات العمليات الاجرامية في العالم، حتى احدثت هزة نفسية في بغداد والعراق اجمع.
أبّن المسؤولون والسياسيون شهداء الاربعاء الدامي ووجدوا في هذا اليوم دافعاً نحو المسير باتجاه بناء انتخابات نزيهة، اقل ماتكون نزيهة وفاء لهؤلاء الذين دفعوا ثمن استتباب الامن في بغداد ومناداتنا به لزمن ليس بالقصير حتى جاء الاربعاء فكان وقعه ثقيلاً، تناثرت الاجساد وقطعت الرؤوس وانتشر البكاء فأدمت المأساة قلوبنا، وكان لابد من ان يقف الضمير الحي وقفته ويقول الحقيقة التي تجاهلها الاخرون، القتلة هذا اسمهم فهم من قتل الاطفال،اطفال الروضة التابعة لموظفي وزارة المالية وموظفيها  باطنان المفرقعات الظالمة. ان تأبين الشهداء في اربعينيتهم التي مرت امس كان  استذكارا لتضحياتهم، شهداء وزارة الخارجية، صفوة موظفيها من كفاءات وعقليات ذهبوا ضحية للظلاميين الذين فتحوا جرح العراق بعد ان اندمل نوعا  ما. الاجدر بنا ان نؤبن الشهداء في قلوبنا وان يكون يوم تأبينهم يوماً خاصاً نزرع فيه وردة لكل طفل وام ورجل في المكان الذي دفعوا فيه ارواحهم ضحية وفداء للبلاد التي ما زالت تنز دماءً، لقد تخصص البعض  بتأبين شهداء الخارجية وسها وزير المالية حتى ترك العنوان عائماً بلا اطفال المالية الـ (35) وموظفيها ثم جاء دور الجمعيات والمنظمات المدنية لتؤبن شهداء الخارجية بمعزل عن شهداء المالية وكأننا نعيش في عالمين منفصلين مع اننا في الاحزان سوية، سواء علينا ابناءنا في الخارجية او ابناءنا في المالية.لقد نزف العراقيون في يوم حالك السواد بدأ بسلسلة من التفجيرات الارهابية التي عصفت بالعاصمة بغداد وكلفتها الكثير من الدماء الزاكية التي سالت بلا جرم ولا ذنب،  مطالبون ان نطلق صرخة اخرى بتأبين شهداء المالية  نعممها تحت تسمية واحدة (الاربعاء الدامي) لنضعها شاخصا أمام اعيننا بسؤال ربما يكون ذو وقع اشد من تدويل المسألة والسعي الى التحقيق فيها. السؤال هو لماذا قتل هؤلاء؟ وحين نضع حيرة ذويهم وازهاق ارواحهم بلا مبرر سنقرأ في نفوسنا عدلا منقطع النظير وفاء للشهداء وتسقيطا لكل يوم ينزف فيه العراق دماء جديدة. لقد بقي تأبين اخر في نفوسنا هو تأبين شهداء المالية مطالبين ان تأخذ الحكومة مسألة التأبين باكثر ما أخذت وان تضع مأساة الاربعاء الدامي هدفا من اهدافها وتطلق تسميتها على جرح العراق لتضمده بآهات الاطفال الشهداء.امتثلوا لأمر الموت ليعطوا للحياة معناً والجدير بنا ان نقف عند تضحيات اعزائنا كي نضع دلالات تجربتنا الغنية بالدماء البريئة امام اعين المجتمع الدولي ونضع اطفالنا ورقابهم الرقيقة التي قطعها زجاج النوافذ امام العالم ليحكموا بيننا وبين قوى الارهاب الضالة. ان دلالات الاربعاء الدامي ستكون دافعاً نحو استتباب الامن وملاحقة الجريمة وهذا ما اثبتته التجارب العالمية ومآسي الحروب التي تناهت الى اسماعنا مع انها لم تصل ولن تصل الى حجم تضحياتنا ولن تصل الى دناءة جريمة الاربعاء. نؤبن اعزاءنا شهداء المالية والخارجية ونطلب من الجميع ان يعبروا حتى في بيوتهم عن  شجب هذه الجريمة النكراء،  لنذرف دموعنا من اجل طيور المالية وشهداء الخارجية الابرار فهو تأبين آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram