المدى الثقافي إن هناك رؤيا حول قصيدة الشاعر، لكونها تشبه الشاعر، وهو شبه رؤى ، أي أن القصيدة روحا لذات الشاعر لذلك وبعد  قراءتي الكثيرة لصادق الطريحي وجدت أن صادق يمثل في المشهد العراقي  الشعري، تلك الرؤيا بكل تفاصيلها وبشكل مذهل  ، أجد صادق يشبه قصيدته وقصيدته  تشبهه بشكل كبير .
 كانت هذه الكلمات للشاعر حبيب النورس، في اصبوحة الشاعر صادق الطريحي، الذي كان ضيف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، والذي تحدث فيها عن تجربته الشعرية وكذلك عن أدب الرحلات التي جاءت بعنوان "كيف لي أن اكتب الرحلة "، وجاء فيها : ابتدأت الرحلة ذات يوم جميل بلا شك، لم يعد مهما أن أتذكره بعد أن كتبتها ،كان من المؤكد أنني لم اخطط لهذه الرحلة مسبقا ،لأن معظم الرحلات الجميلة لم يخطط لها جيدا ،بل لأن قدري هو هكذا ،أن ادخل في رحلة غامضة وملتوية ،لم يأخذ احد ما رأيي بوجهتها او نهايتها، او طريقة أدائها، كان علي ان أكون شاعراً مرة، ومرة اخرى أن أكون سارداً، وكنت طالباً ذات يوم، وسجيناً لأيام طويلة، وجندياً لسنوات أطول،  وقبل هذا كله كان على أن أكون قارئاً.ثم قرأ الطريحي رحلة السواد كيف السبيل إلى الشعر يا ترى وانا استطيع ان اكتب قصيدة نثرية كل يوم تقريباً دون أن استطيع كتابة قصيدة شعر كما ظهر هذا المصطلح اليوم على يد الشعراء.  في خريف عام 1980 انتقلت الى المرحلة الإعدادية وفيها قدمت إلى مدرس اللغة العربية الجديد ما كتبت وما اكتب من قصائد جديدة وكان علي أن ابحث عن الموسيقى بنفسي لان هذا المدرس لا يعرف عنها شيئاً وقد تعلمت شيئاً منها عن طريق كتاب نازك الملائكة (قضايا الشعر المعاصر) وكان أكثر ما تعلمت منها هي أهمية الكتابة بالبحور الصافية بالنسبة للشاعر المبتدئ وحين رجعت إلى ما كتبت من قصائد بعد شرائي ديوان دعبل الخزاعي وجدت مزيجاً من تفعيلات مختلفة وتداخلات بين بحر وآخر وصهيراً ربما كان مشوهاً من الشعر والنثر حينها عرفت أنني قد أصبحت شاعراً حقاً يحيى الشعر يحيى الشعر.ومن المضحك حقاً أنني حين قدمت قصيدة جديدة إلى مدرس اللغة العربية قال لي ايضاً إنها قصيدة جميلة لكنها خالية من الموسيقى، قلت له أستاذ إنها على البحر الكامل هل اقطعها لك ؟ّ! وكان هذا آخر عهد لي به وآخر عهد لي بمن يدعي.وقرأ الشاعر صادق الطريحي بعضاً من قصائد المجموعة المعنونة (مياه النص الأول) وكانت هناك شهادات ومداخلات كثيرة أبرزها للناقد فاضل ثامر والناقد بشير حاجم والناقد حسن مجاد وغيرهم.