اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بورما والصمت!

بورما والصمت!

نشر في: 20 يوليو, 2012: 07:57 م

باسم محمد حبيب تنقل وسائل الإعلام هذه الأيام أخبارا مروعة عما يجري في بورما من صراعات دموية تشبه إلى حد بعيد الإبادة الجماعية ، في وقت مازال الغموض يلف الكثير من جوانب المشهد العسكري في بورما ناهيك عن الظروف المحيطة بهذه الصراعات وخلفياتها ومدياتها .
ولأن المسلمين البورميين يشكلون جزءا صغيرا من السكان فقد كانوا ابرز ضحايا هذه الحرب التي خلفت حتى الآن بحسب اعتراف  منظمات الإغاثة عشرات الآلاف من القتلى لا سيما بين المسلمين ، فيما قدر الرئيس البورمي عدد المسلمين القتلى بعشرين ألفا معترفا بعجز الحكومة البورمية عن إنقاذهم ، داعيا المسلمين إلى اللجوء إلى بنغلادش المجاورة طلبا للأمان والسلامة . إن السؤال الذي يفرض ذاته هنا : هو لماذا هذا الصمت الدولي تجاه ما يجري في بورما ؟ هل بسبب بعد بورما وانعزالها عن العالم  أم هو من نتاج الإرهاب الذي أعطى العالم صورة سلبية عن المسلمين ؟ لكن إذا كان صمت العالم ناجما من هذين السببين فما الذي يدفع الدول الإسلامية للصمت بل وتجاهل الأمر جملة وتفصيلا .فنحن نعلم  تحمّس بعض الدول الخليجية تجاه الثورة السورية ودعمها الكبير لجماعات المعارضة الفاعلة هناك على الرغم من انفلات الأوضاع في سوريا ودخول البلاد في نفق الصراع الطائفي ، وهنا يجدر بنا التساؤل عن سبب صمت هذه الدول تجاه ما يجري في بورما على خلاف ما تفعل في سوريا ؟ هل للأمر علاقة بالقرب الجغرافي والارتباط القومي أم أن للعامل الطائفي دورا في ذلك ، الأمر الذي يؤكد لنا خطورة العامل الطائفي وتأثيره الخطر على استقرار المنطقة على المديين القريب والبعيد .إن من السخرية أن تجد الإرهابي الذي يقتل غير المسلمين أو المسلمين الذين ينتمون لطوائف أخرى عاجز عن مساعدة من ينتمون إلى مذهبه أو دينه ، فيما يبرز التناقض في الموقف الإسلامي في إدانة من يقتلون المسلمين وعدم إدانة الجماعات الإسلامية التي تقتل الآخرين بدم بارد  كما هو الحال في مالي ونيجيريا ومناطق أخرى من العالم .فما يجري في بورما من قتل للمسلمين هو -إلى حد ما- شبيه بما يرتكبه الإرهابيون المسلمون من مذابح وجرائم يندى لها الجبين ضد من يخالفونهم بالدين والمذهب في مناطق أخرى من العالم ، ومن يريد أن يدين عليه أن يدينهما معا  لأن الإدانة واجبة على كليهما .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram