اهتمت صحيفة نيويورك تايمز بخبر وفاة عمر سليمان، نائب الرئيس السابق في الولايات المتحدة أثناء إجرائه فحوصا طبية، وقالت الصحيفة إنه لم تكن هناك أي تقارير علنية عن أن سليمان، الذي يمثل آخر محاولة للنظام السابق للتشبث بالسلطة، كان مريضا، أو أنه ذهب إلى الولايات المتحدة للرعاية الطبية، ولذلك كان خبر وفاته مفاجئًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وفاته في الولايات المتحدة، رآها معارضوه، رمزا لعلاقاته الوثيقة مع المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" التي ساعدها في برنامج التسليم الاستثنائي، بإرسال المشتبه بهم إلى دول أجنبية لاستجوابهم وتعذيبهم.وذكَرت الصحيفة بموقف للدلالة على الصلة بين سليمان والمخابرات الأمريكية، وقالت إنه عندما أرادت السي أي إيه من سليمان عينة من الحمض النووي لشقيق زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، عرض إرسال ذراع الشقيق كاملة، وفقا لما قاله رون سوسكيند الذي كتب كثيرا عن جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية.وتمضي الصحيفة في القول إن أنصار سليمان يرونه أحد أعمدة النظام السابق، الذي عمل كعازل بين الحكم العسكري والإسلاميين. فخلال الفترة التي ترأس فيها المخابرات، أصبح سليمان من وجهة نظر الكثيرين أقوى رئيس مخابرات في الشرق الأوسط، وكان يشار إليه باعتباره الصندوق الأسود للرئيس السابق حسني مبارك، وكان إصراره على أن يستقل الرئيس سيارة مصفحة أثناء زيارته لأديس أبابا عام 1995، سببا في إنقاذه من محاولة اغتيال.وتنقل نيويورك تايمز عن نبيل فهمي، السفير المصري السابق لدى واشنطن، تعليقه على وفاة سليمان بالقول إنه يعتقد أن الكثير من الأسرار ستموت معه، مشيرا إلى أنه كان لديه قدرة فريدة على أن يكون في منصب حساس ومثير للجدل كرئيس للمخابرات، لكن في نفس الوقت مع الحفاظ على احترام الناس له.. لقد كان مهنيا".ويقول سوسكيند، الكاتب الأمريكي الذي أصدر كتابا عام 2006 عن جهود مكافحة الإرهاب بعنوان "عقيدة الواحد بالمئة" إن سليمان كان رجل المهام القبيحة لأمريكا في الخارج، مثل التعذيب وعمليات الترحيل السرية، والتي كانت واشنطن تريد القيام بها أن تكون لها فيها بصمات. واعتبر الخبير الأمريكي أن إرث سليمان يمثل هذا الجانب المظلم من المشاركات من جانب الولايات المتحدة، وفقدان مصداقية وسيطنا النزيه في وقت يمكن أن يكون قيما للغاية في تقييم وتوجيه الربيع الديمقراطي في المنطقة. ويقول عمر عاشور، الزميل بمركز بروكنجز الأمريكي إن تورط سليمان في برنامج التسليم الاستثنائي عقَد من اتهامات التعذيب الموجهة ضده. وكانت أول قضية معروفة في قضية طلعت فؤاد قاسم الذي أرسل لمصر عام 1995. كما وجهت اتهامات للمخابرات تحت رئاسته بتعذيب المعتقلين. ويضيف عاشور قائلا، إنه بالنسبة لأنصار الثورة والتغيير في مصر، كان سليمان العقل المدبر لبقاء النظام وقاتلا ومعذبا وحشيا، وبالنسبة لأنصار مبارك، هو مصدر للاستقرار في البلاد وحصن منيع ضد صعود الإسلاميين.
عمر سليمان كان أقوى رئيس مخابرات في الشرق الأوسط ورجل المهام القبيحةلواشنطن في الخارج
نشر في: 20 يوليو, 2012: 09:51 م