TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: جديد عنان أقدم من القديم

في الحدث: جديد عنان أقدم من القديم

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:01 م

 حازم مبيضينبعد أن اعترف المبعوث الأممي العربي المشترك بفشله في مهمته في سوريا، ملمّحاً إلى إمكانية تخليه عن تلك المهمة. وكشفه أنه رغم بذل جهود كبرى لمحاولة حل الأزمة بطريقة سلمية وسياسية، فإن الدلائل تشير إلى عدم النجاح مع عدم وجود أي إشارات لضمان نجاح خطته مستقبلا وبعد تأكيده أمام مجلس الأمن الدولي
 أن مهمتة ليست ذات مدة مفتوحة وكذلك دوره فيها, بعد كل ذلك وبعد اجتماعه في دمشق مع الرئيس الأسد فإنه طلع علينا بتفسير إضافي لمهمته حين كشف عن اتفاقه مع الأسد على مقاربة لوقف العنف في البلاد سيناقشها مع المعارضة المسلحة, والدول والكيانات ذات النفوذ للمساعدة في الوصول إلى حل, داعيا كل الأطراف إلى الالتزام بالحوار السياسي وإيجاد طرق لذلك.تقضي خطة عنان إلقاء المعارضة المسلحة سلاحها والتوجه إلى طاولة حوار مع النظام, وليس سراً أن ذلك مطلب حكومي, ترفضه المعارضة من حيث المبدأ, وهي تعلن أنها حملت السلاح دفاعاً عن المتظاهرين, ويعني ذلك أن الفكرة التي يروج لها المبعوث الأممي ولدت ميتةً, رغم محاولاته علاجها في طهران وبغداد, وربما بكين وموسكو لاحقاً, ويلاحظ في هذا الصدد تشكيكه في أن مسار الأحداث ستوجهه روسيا وحدها, كما يلاحظ دفاعه عن عدم تسليح أولئك المراقبين التابعين لمهمته باعتبار أن مهمتهم ليست وقف العنف بل مراقبة التزام الأطراف بالهدنة, كما يلاحظ تركيزه على دور إيراني " ترفضه العواصم العربية والغربية والمعارضة " واعتباره أنها لاعب، ويجب أن تكون جزءا من الحل، لأن لديها التأثير ولا يمكن تجاهل ذلك.خطة عنان بهذا المعنى, مرفوضة من كل الأطراف المناوئة للنظام السوري, وهي لا تضيف إلى المشهد الدامي جديداً, ومحكومة بالفشل, ومتهمة " الخطة " بأنها مناورة يلعبها النظام السوري, لإحراز انتصارات على الأرض, تسحب من معارضيه المسلحين أي شرعية, وجدير بالذكر هنا أن نطاق الحرب, التي قال الأسد إن قواته تخوضها, قد اتسع وأخذ أشكالاً متطورة, استعملت فيها أسلحة الطيران والمدفعية, وهي تتعارض مع دعوة المعارضة إلى دعم بعثة المراقبين الدوليين, بزيادة عددهم وتسليحهم لحمايتهم وليصبحوا قوة رادعة في هذا الوقت الحرج من الأزمة السورية.ليس معروفاً إن كان عنان وهو يطرح خطته,  قد اطلع على إدانة مجلس حقوق الإنسان, التابع للأمم المتحدة, لعمليات القتل المنهجية وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا, أو سمع تصريح المعارض ميشيل كيلو عقب اجتماعه بوزير الخارجية الروسي بأن موسكو ليست متمسكة بالأسد, أو اكتفى بتصريحات طهران وبغداد عن رؤيتهما لشكل الحل, أو اعتمد تصريحات الأسد, عن مساعدات أميركية وسعودية وقطرية وتركية, تمثلت بتقديم السلاح والأموال والدعم السياسي لمعارضيه، ورفضه فكرة التنحي من أساسها, لأنه لا ينبغي على الرئيس أن يهرب من التحديات الوطنية التي تواجه بلاده.لن يكون بمقدور خطة عنان, " الجديدة القديمة ", التوصل إلى حل للأزمة, وهي غير قادرة على أن تكون ولو خطوة أولى على طريق ذلك الحل, وفي المقابل فإنها ستفرض حوارات ونقاشات لن تكون مجدية, بينما يتواصل نزيف الدم السوري, وتتصاعد حدة المواجهة, وتدفع بالبلاد إلى حرب أهلية بدأت اليوم, ولن تتوقف حتى لو سقط النظام, وستمتد شرارتها إلى أكثر من نقطة قابلة للاشتعال, في منطقة تنام على برميل بارود جاهز للتفجير, ونتمنى أن لا تكون خطة المبعوث الدولي الصاعق المنتظر لساعة الصفر.حمى الله سوريا والسوريين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram