TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: حسين غايب

نص ردن: حسين غايب

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:02 م

 علاء حسن الوسط الصحفي يعرف جيدا حسين غايب محبس الحديثي، فهو من العاملين في الصحافة العراقية منذ مطلع عقد الثمانيات من القرن الماضي  ويوصف بأنه "شيخ المصححين" وعمل في أكثر من  مطبوع ، وله علاقات واسعة  بدءاً من رؤساء التحرير وقتذاك ، وانتهاء بحارس الجريدة ، وفي سنوات فرض العقوبات الاقتصادية 
 على العراق بعد غزو النظام السابق الكويت تحمل أعباء رعاية أسرته المكونة من الذكور فقط وجميعهم  طلاب  جامعة، فجعل ساعات عمله 24 ساعة  للحصول على "المحروقات" وهي  توفير الدخل الشهري  لتلبية احتياجات أبنائه.في جريدة المصور العربي التي كان يشغل رئاسة تحريرها الزميل هاشم حسن قبل غلقها من قبل وزارة الإعلام آنذاك، كتبت مادة عن  حسين غائب بوصفه مثلا عراقيا للفقر المدقع، ولم يعترض على ما جاء في  تلك المادة من مزاح من النوع الثقيل،  وإعطاء دروس  لزملائه الصحفيين المدخنين  في تعلم لف الجكاير يدويا،  وبكرمه المعروف كان يمنح كمية من "التتن" لمن يطلبها ، وفي "علاكته" الملازمة له على الدوام كان يضع قناني الدواء، وأرغفة الخبز، وبروفات المواد الصحفية ، فهو لا يترك دقيقة واحدة تمر من دون عمل،  وكثيرا ما أبدى امتعاضه من خطوط الصحفيين، فيصصح موادهم مع إطلاق تعليقات  خشنة طالما أثارت اعتراض زملائه، وكان يوجههم بعبارته الشهيرة :"أنت خوش ادمي بس كتاباتك خرط وخطك يلعب النفس"، وتنتهي المواجهة بنكتة يطلقها أبو علي ، وسرد تفاصيل معاناته في الحصول على العلف المناسب لدجاجاته في منزله الكائن في حي علي الصالح.كان أبو علي يصف نفسه بأنه صديق وزير النقل، لان الكثير من زملائه الصحفيين أصبحوا أصدقاء لرئيس النظام بحصولهم على أنواط شجاعة وأوسمة الاستحقاق العالي، وصداقته للوزير جاءت بعد ان ابتاع بطاقة شهرية لركوب حافلات نقل الركاب.أبو علي ظل يواصل عمله المضني على الرغم من ارتباطه بعلاقات قرابة بمسؤولين سابقين، فوزير خارجية النظام السابق ناجي صبري الحديثي أخ حسين غائب بالرضاعة، ولم يكن يفكر في يوم ما باللجوء  لأحد معارفه، في انجاز قضية شخصية، فهو كما كان يقول سعيد جدا "بقوطية التتن"، والحصول على "المحروقات"  أجوره الشهرية لقاء عمله في الكثير من المطبوعات ولاسيما بعد صدور الصحف الأسبوعية.يوم كان أبو علي يعمل مصححا في جريدة "بابل" عاتبه احد الزملاء  بتجاهله تصحيح لقبه ولوح بمعاقبته من قبل رئيس التحرير عدي صدام حسين، فرد شيخ المصححين :"روح لابو رئيس التحرير" قالها وقدم لمحدثه سيجارة من نوع اللف مع عبارة "دخن كسرا للحصار الجائر"، وبهذا الشعار كان يحصل على "المحروقات" من الزميل علي حسين  عندما اصدر مطبوعات عن دائرة السينما والمسرح وقتذاك. رحيل أبي علي لا يعني إثبات حقيقة اسمه فهو حاضر وليس غائبا  وموعد اللقاء مع زملائه ومعارفه لن يكون في مقر مطبوع ولكن في مكان آخر. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram