اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > التسول مهنة العوز والحرمان تحاكي الإرهاب وتجارة الجسد!

التسول مهنة العوز والحرمان تحاكي الإرهاب وتجارة الجسد!

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:25 م

 بغداد/ فرات إبراهيم.. عدسة/ محمود رؤوفحينما كان التسول في السابق مهنة من لا مهنة له إنه كان يحمل اوراق اعتماده كحالة انسانية ،تعاني العوز والفقر في بلد تكتظ قاصاته لملايين والذهب، واليوم وبعدما حصل في العراق تغيير كبير في بنيته الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية،
 فان التسول هو الاخر لم يعد مهنة من لا مهنة له انما صارت هذه المهنة ،لعبة كبيرة يديرها متعهدون تدر عليهم ارباحا من غير خسائر ويعتاش عليها المئات من الاطفال والشيوخ والنساء، وصارت مهنة التسول التي يجدها البعض الوسيلة الوحيدة لخلاصه من الفقر والعوز في بلد كان فيه (مهراجا) واحدا تحول في ليلة وضحاها الى بلد المليون (مهراجا).rnطرق جديدةقبالة المساجد و المطاعم، والأسواق التجارية، وعند إشارات المرور، وعلى الأرصفة، حتى عند البيوت! دائماً ما نجد متسولا، هذا أمر ألفناه واعتدنا عليه، حتى إننا سمعنا قصصاً كثيرة عنهم وقد تجد احدهم يتسول بحجة مرضه وفي يده ورقة يدعي بأنها تقرير طبي  يبين حالته المرضية وقيمة تكلفته الباهظة و لو دققت فيها لوجدتها ورقة مصورة من مراجعة طبية عادية أو ورقة لصرف أدوية ولعل اغلبها أوراق مزيفة ووهمية، و البعض منهم يحمل في يده طفلا يدعي بأنه ابنه أو أخوه ويتحجج بأنه معاق أو مصاب بمرض مزمن خطر ، والكثير الكثير من القصص والأحداث الأخرى التي نعايشها بشكل يومي حتى أصبحت واقعا نعاصره و نرضخ له . أجانبكل ما ذكر في السابق هي طرق قديمة كان يستخدمها المتسولون لاستعطاف الناس، لكن هناك طريقة جديدة تدر عليهم أموالا أكثر، فيأتي إليك شاب بزي رسمي و ملابس أنيقة و رائحة عطر فواحة ، يخاطبك بكل أدب، ويدعي انه آتي من المحافظة الفلانية، لإتمام مهمة ما وانقطعت به الطرق أي انه عابر سبيل ويريد فقط حق أجرة الذهاب والعودة إلى محافظته.وصل الأمر ببعض الزوار من باكستان والهند وبنغلادش إلى التجول في شوارع بغداد واستجداء شهامة العراقيين بأنه زائر الى أضرحة آل بيت الرسول، ولكنه فقد ماله وجوازه ويحلف لك بكل الأسماء المقدسة التي تعشقها وتطيب نفسك بذكرها فما يكون من المستمع سوى استنهاض روح النخوة عنده ويهب كل ما في جيبه لهذا السائل الذي أتقن حرفته بنجاح.من اجل أطفاليالشارع الذي تسكعت فيه (م.س) بين إشارات مروره متنقلة من منطقة إلى أخرى، فتارة في شارع السعدون ، وأخرى في الكرادة، ومرات في ساحة (52) أو العرصات، هذا الشارع هو الآخر لم يتركها في حالها، ودفعها لأن تمارس أفعالا لم تكن يوما في بالها.تقول (م.س) التي فقدت زوجها في حادث انفجار إرهابي في إحدى المحافظات، أنها وجدت نفسها دون معيل وان أطفالها الاربعة صاروا عرضة لان تتقاسمهم المجموعات الإرهابية في أعمالهم القذرة، لذلك فضلت الهرب بهم إلى بغداد لتمارس مهنة التسول وتنفق عليهم وربما تمكنها الظروف من ان تجعلهم يكملون دراستهم،  لكنها تعترف بان هذا أمر صعب،  تقول (ذات مرة استوقفني مجموعة من الشبان، قالوا أنهم سيعطونني مبلغا من المال إن أنا صعدت معهم، لقاء أن ألبي رغباتهم، أي أنهم يريدونني أن أبيعهم جسدي. خفت وقتها ورفضت، ورحت أصرخ في الشارع لكي يحميني الناس منهم، فتداركوا الامر و ولوا هاربين).rnالطريق الى الشذوذهذا الموقف لم يكن الوحيد، فقد تكرر معها ومع فتيات أخريات عدة، البعض من الفتيات استجاب تقول (م.س)، وهي تروي بحسرة (لي صديقات تعرفت عليهن في الشارع، يتسولن مثلي، لكنهن لم يستطعن أن يصمدن كثيرا، البعض منهن فضلن الكسب السريع على أشعة الشمس اللاهبة، فانزلقن في عالم الدعارة، ورحن يبعن أجسادهن مقابل مبلغ من المال، وبعضهن ممن صرن خبيرات ويعملن بمبالغ أكبر).وفي أحيان كثيرة يتوقف بعض الشباب لمعاكسة بعض المتسولات لأنهن يحملن شكلا جميلا مع صغر سنهن، تقول واحدة منهن : أن احد الشباب عرض علي أموالا وهو في سيارته من اجل أن تلامس يده جسمي ،او أن يطلب مني الصعود معه بحجة انه بحاجة إلى واحدة تنظف له شقته وتغسل ملابسه لقاء اجر معين، وتضيف أننا عرفنا هؤلاء وعرفنا أساليبهم وهم لا يفرقون بين المرأة التي تحتاج النقود لتعيل عائلتها وبين التي تبيع نفسها.إذن البعض يطلب لذة عابرة، تقدمها فتيات لم يخلقن مومسات، ولم يكن في يوم من الأيام (بنات هوى). كن سويات كباقي أقرانهن، لكنه الفقر الذي ما دخل بلدا إلا وقال للكفر خذني معك، فهل من رجلٍ يقتله؟مزاد على الأماكن التجاريةوتشير تقارير الشرطة العراقية إلى ان التنافس بين  متعهدي التسول وصل إلى (إجراء مزايدة بينهم للفوز بالأماكن السكانية المزدحمة أو عند تقاطع الإشارات الضوئية أو بالقرب من المراكز التجارية، أو في المناطق السكنية التي تمتاز بارتفاع المستوى المعيشي لسكانها، كمناطق المنصور والكرادة والجادرية حتى وصل سعر تأجير بعض الأمكنة في المنصور والمراكز التجارية في الشورجة والكرادة وساحة اللقاء إلى خمسة ملايين دينار عراقي شهرياً، وقد اعتاد المواطن العراقي للأسف إذا ما وقف عند إحدى الإشارات المرورية أن يتجمع على السيارة مجموعة من الأطفال منهم من يقوم بمسح نوافذ السيارة أو من يبيع المحارم الورقية ويتخذون ذلك وسيلة للتسول ولكن بطريقة تكون اقرب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram