TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: إلى إياد علاوي.. نحن الجهلاء حقاً!!

كتابة على الحيطان: إلى إياد علاوي.. نحن الجهلاء حقاً!!

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:49 م

 عامر القيسيأخيرا ختم رئيس القائمة العراقية إياد علاوي فتاوى قيادات البلاد من أن لا أزمة سياسية في البلاد  قائلا "لم أسمع بوجود أزمة سياسية في البلاد لأن هناك حكومة شراكة وطنية" وأضاف"الأزمة في الكهرباء والوظائف فقط"!!
لا أدري إن كان تصريح علاوي سخرية مريرة من الوضع الحالي بعد أن عانى الرجل ما عاناه في صراعه السياسي من أجل مشروعه الهلامي، أم انه مؤمن حقا بما قاله.. بيان القائمة وتصريحات علاوي تشير إلى ترجيح الاحتمال الثاني وعند هذه النقطة نستطيع أن نمحو من تأريخ الرجل كل الذي قاله عن المشهد السياسي الحالي وكل تحذيراته من اندلاع العنف وكل إشاراته إلى انه سيلجأ إلى المجتمع الدولي لحلحلة " الأزمة " كل تأريخ الانسحابات من وزارة المالكي وكل التهديدات بالانسحاب من العملية السياسية برمتها وأخيرا كل نضاله العنيد من أجل سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، لان كل هذه القضايا لا تشكل ازمة الا في عقولنا المريضة!!وعلينا أن نعترف بأن السيد علاوي الذي ينكر وجود أزمة سياسية في البلاد،وهو إنكار سبقه فيه إبراهيم الجعفري والمالكي، اما انه كان يخدعنا بتلاعباته السياسية أو انه يعتبر الشعب العراقي مجموعة من الجهلة والأميين وفاقدي الذاكرة لكي يسوق لنا خطابه الجديد بخلو البلاد من أي أزمة سياسية!وعلينا أن نسأل السيد علاوي عن الحكمة في إضاعة كل هذه الجهود وكل الزمن الماضي في صراعات دفع الشعب ثمنها غاليا ليصل بنا أخيرا إلى خطابه الجديد الملتبس والمحير والكوميدي في الوقت نفسه. وهو الآن مطالب، إن كان يحترم ناخبيه، أن يقدم لهم ولنا، الذين صدّقنا خطاباته السابقة بوجود أزمة سياسية، تفسيرا منطقيا ليس لتحوله من سحب الثقة الى ترك الامور بيد دولة القانون لإجراء الإصلاحات، وإنما لكل خطابه السابق المخادع لكي يحافظ على ماء وجهه أمام جمهور مليوني صدق واقتنع بما قاله رغم التباس الانتخابات وما شابها من شبهات ومطبات وتشكيك كان أول من رفع رايته!كان على السيد علاوي أن لا يكتفي بالتصريح بل أن يزفها بشرى للشعب العراقي من أن، الدنيا ربيع والجو بديع،وان كل معاناتنا كانت مجرد أوهام خلقناها بأنفسنا  وعلينا الآن أن ننزل إلى الشوارع مصفقين هاتفين ومؤيدين، موجهين غضبنا إلى وزير الكهرباء الذي تقع على عاتقه كل مشاكلنا، وأن اجتماعات أربيل والنجف صناعة هوليوودية من أفلام الخيال العلمي، والحق كل الحق علينا نحن الجمهور الجهلاء في أن تكون عقولنا بمستوى تصديق سيناريوهات الخيال وان ما شهدناه ونشهده وسنشهده في القريب العاجل نابع من عقلية ملوثة ومريضة لجمهور يستحق حقا من الذين انتخبهم كل هذا الازدراء وعدم الاحترام!!ربما يكون اجتماع الرجل مع رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري قد طمأنه على مصالحه ومصالح ربما من تبقى معه في القائمة العراقية، وهو الأمر الذي دفعه إلى أن يستدير 180 درجة، ملقيا خلف ظهره كل خطابه وان كان من الماضي القريب جدا، وألقى علاوي وراء ظهره أيضا كل صقور العراقية الذين أتحفونا بسيناريوهات الانقلابات العسكرية وحقوق الإنسان والتهميش والإقصاء والتفرد والدكتاتورية والفساد المالي وما عليهم الآن إلا أن يختصروها، عليهم وعلينا، بمشهد بائس عن الكهرباء والبطالة!! ولا يحق لهم بعد الآن الحديث عن مثل هذه القضايا التافهة لأنهم بذلك سيجعلوننا نصدق المثل العراقي الشعبي " أم حسين جنت بوحده صرت باثنين".وكان الله يحب المحسنين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram