علاء حسن الصحف الصادرة من أنظمة عربية داعمة لسقوط نظام بشار الأسد أطلقت تسمية "معركة الحسم" ، على مجريات الأحداث هناك وأكدت قيامها بنشر تغطية يومية لمجريات المعركة، عبر تقارير وقصص مراسليها من داخل المدن السورية والخاضعة لسيطرة الجيش الحر.
اختيار تسمية "معركة الحسم" يحيل القارئ الى الحواسم العراقية، ونهاية النظام السابق، ثم تحولت المفردة إلى مصطلح آخر يعرفه العراقيون ولا حاجة لبيان المعنى ، ويبدو أن السلطة الخاضعة لحزب البعث لا ينفع معها غير الحسم أو الحواسم.وسائل إعلام عربية وأوربية وأميركية تحدثت عن سقوط وشيك للنظام السوري، ولكن بعض الفضائيات العراقية المنشغلة دوما بالتلميع والتبخير ترى خلاف ذلك، فحشدت محليليها السياسيين المعروفين بنظرتهم" الاستشرفية" لمستقبل الأحداث في المنطقة للحديث عن اتساع شعبية الأسد، وتفعيل مبادرة كوفي عنان، والدعم الروسي والصيني، فضلا عن دعم آخر إقليمي. مثل هذه التحليلات كانت عاملا مباشرا في زيادة عناد النظام السابق بعد غزو الكويت، واستمرت العنجهية وبدعم روسي وفرنسي وصيني، وقبل الحواسم العراقية كانت مبادرة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بمنتهى الحكمة عندما دعا القيادة الحكيمة في العراق للجوء الى دولته، والاستعانة بقوات عربية لحين تشكيل الحكومة الجديدة، ولكن بغداد وقتذاك وصفت المبادرة بأنها تافهة ولا تستحق الرد، والموقف العراقي جاء على لسان وزير خارجية النظام ناجي الحديثي، وبعد أيام قليلة حصلت الحواسم.عشرات الإعلاميين من مراسلي الصحف والفضائيات العربية والدولية وصلوا إلى مناطق خاضعة للجيش الحر الذي فرض سيطرته على مدن سورية، وأصبحت معظم المراكز الحدودية بيده، وعمليات القصف مستمرة، والقتلى بالشوارع، وهذه المشاهد نقلت عبر شاشات فضائيات معروفة، كانت ممنوعة من الدخول إلى سوريا، وخضع بثها للتشويش.المخاوف العراقية من تداعيات الأوضاع في سوريا مشروعة، ولكن الخطاب الإعلامي لبعض وسائل الإعلام الحزبية يتجاهل هذه الحقيقة، ويحاول أن يوحي للرأي العام المحلي بان النظام في سوريا لن يسقط لان الشعب ما زال يسير خلف القائد، وسينتصر على المؤامرة الإسرائيلية الهادفة لتجريد الجيوش العقائدية من قوتها لتحقيق مصالح تل أبيب. بعيدا عن تحليلات المحللين السياسيين سوريا وشعبها في ورطة، ومسؤولية النتائج أو الكوارث وما ستخلفه معركة الحسم او الحواسم يتحملها النظام، والمنطقة لا يوجد فيها اليوم من يمتلك حكمة الراحل الشيخ زايد ليقدم مبادرة جديدة، فحسابات الصراع الإقليمي ستجعل بعض الأطراف تتعامل مع النظام السوري ورئيسه بطريقة أخرى تختلف عن النسخة التونسية، والدعم الصيني والروسي لبشار الأسد اليوم قد ينتهي مع وصول معركة الحسم للصفحة الأخيرة، ووقتذاك شتوشح بعض الفضائيات شاشاتها بشريط اسود وتعلن الحداد أربعين يوما على قائد عربي، اتهمت بغداد نظامه بأنه كان يشجع دخول المتسللين للأراضي العراقية لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المدنيين، وتزامنا مع بدء ما يعرف بمعركة الحسم يجب أن تراجع بعض الفضائيات أرشيفها وتعرض مشاهد أثار الدمار من تفجير مبنى وزارتي الخارجية والمالية.
نص ردن :حواسم بنسخة سورية
نشر في: 26 يوليو, 2012: 03:32 م