TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: صاحب السيادة

السطور الأخيرة: صاحب السيادة

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:05 م

 سلام خياط يتنبأ  البحاثة المعنيون بشؤون المستقبل، بمتغيرات جوهرية جمة قد لا تخطر على بال أحد من العامة....ستتنازل الكلمة   – ولو على مضض – عن هيمنتها وطغيانها على الوعي الجمعي، وتخلي المكان لخليلها الرقم  ليتبوأ سدة  العرش، وستثبت مقولة (من يتحكم بناصية الأرقام سيمتلك زمام المستقبل)    صحتها وعلى أكثر من صعيد. وسيرغم أولئك الذين يحسنون الثرثرة و يطلقون الكلام على عواهنه  جزافا، على التريث،  وإتقان  فن الصمت.
في العلوم الحديثة، الخرائط أرقام، جداول البيانات والاستبيانات، أرقام،عمليات المصارف المعقدة، أرقام.الأرصدة وأسهم البورصة، مؤشرات الطقس، الاستطلاعات، علوم الحاسبات، الأجهزة المتطورة،  علم الجينات، و..و..مما  لا حصر له ولا عد، تنضوي تحت علم الرقم (الديجيتال).رفع العلماء قبعاتهم لمن اخترع الرقم وابتكر أشكاله، ثم انحنوا إجلالا  لمن أضاف إليه الصفر __ ما هم من ابتدأ؟ سومريون، بابليون، فراعنة، عرب، هنود؟ كفرة، مؤمنون، انحناءة التبجيل لمن طور أرقاما تسعة وأشفعها بالصفر  ليجعل منها بلايين العلامات والدلالات والإشارات في عمليات تشفير معقدة، لا يفك طلاسمها إلا من امتلك ناصية المعرفة، وقدمها شرابا زكيا ينهل منه من أوتي نعمة العطش المعرفي.لو تمعن أحدنا في أي منتج وعبر أي مرفق، لوجد بصمة بحجم عقلة الإصبع مدموغة على السلعة، خطوطا تتباين في السمك والقصر والطول، هذه الدمغة العجيبة التي لا يدرك الرائي العادي أهميتها وماهيتها، سرعان ما تغادر محجرها، لتتحول لنطفة ناطقة، تتضمن اسم البضاعة ومواصفاتها ومصدر صنعها ونفاذ صلاحيتها، وما  بيع منها وما تبقى....إلخ حالما تلمس العين السحرية التي تحول الرمز لرقم والرقم لمعلومة.أية أحجية سحرية  جعلت من الصفر عوالم رحبة ومن الرقم المجرد أكوانا؟ليت الأمر وقف عند هذا الحد. ثمة تنبؤ –اكتشاف—سيقلب المعادلات المألوفة رأسا على عقب. هاكم مثلا واحدا وليس أوحد ستسقط بدهية واحد + واحد = اثنان. ستسقط هذه المعادلة من برجها العاجي. بجلجلة وفضيحة. كيف؟؟ كيف يمكن جمع تفاحة من بساتين ديالى وقنبلة – مصنوعة في أميركا  في سلة واحدة والناتج (اثنان)؟ كيف إذا جمع قلم ومنخز تعذيب؟ فتيلة شمعة وفتيل صاعق؟ رصاصة مسدس وقطعة شوكولاتة؟منصة صواريخ وسرير عروس؟ مهد طفل ومجنزرة؟ ونتائج الجمع (اثنان).المعادلة مختلة – دون شك – وسيجري تعديلها في القريب العاجل، فيا لفجيعة الذين  آنسوا  واستأنسوا بجمع المتناقضات  وما   برحوا  يجمعون!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram