TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان:الحقيقة التي يريد أن يغيّبها الدبّاغ!

كتابة على الحيطان:الحقيقة التي يريد أن يغيّبها الدبّاغ!

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:07 م

 عامر القيسي لم يستطع الناطق باسم حكومة المالكي الأستاذ علي الدباغ أن يبرر موقف حكومته من  مأساة اللاجئين السوريين في ظروفهم الإنسانية المتردية،وظهر من على شاشة الحرة عراق أعجز من أن يقنع طفلا بقرار الحكومة التي اعتذرت عن استقبال اللاجئين السوريين، وبقي طوال ساعة كاملة يجهد نفسه في فذلكات لغوية مكشوفة محاولا إقناع ضيوف البرنامج والمشاهدين معا  بأن الاعتذار لا يعني عدم الاستقبال ولم يجب صراحة على السؤال الذي وجه له:
تستقبلون أم لاتستقبلون؟ ودخل في متاهة:لو، وفيما إذا،وعندما،وحينها، في نفس الوقت الذي أعلن  للمرة الأولى، باعتباره  ناطقا رسميا للحكومة، أن نظام بشار قمعي واستبدادي وأنه يقتل شعبه وأنه مع حكومته مع خيار الشعب السوري!السيد الدباغ.. هذه قضية إنسانية من الطراز الأول ولا تحتمل الكثير من الزوغان والقفز على الحقائق والمراوغات السياسية.. بكل وضوح هناك أزمة إنسانية حقيقية يعانيها الشعب السوري الشجاع، تتطلب بكل المقاييس أيضا موقفا إنسانيا من الطراز الأول من الأشقاء والأصدقاء والأكثر تحملا للمسؤولية هي دول الجوار التي عليها أن تفتح حدودها لأطفال ونساء وشيوخ هربوا ويهربون من جحيم بشار الأسد وسلطته البعثية بحثا عن ملاذات آمنة لحين انتهاء الأزمة.السيد الدباغ يتحدث عن لجنة وعن قرارات محتملة بالتأكيد مشبعة بالبيروقراطية في حين جراح الضحايا والجوع والعطش والأمراض لاتتحمل مثل هذا المنطق التسويفي المرتاح والمتفرج معا!لن نعيد ما قدمه الشعب السوري للعراقيين في أزماتهم من أيام المعارضة لنظام صدام حتى قبل اندلاع الانتفاضة السورية، فهي حقيقة لايحجبها غربال، لكننا نقول إن موقف الحكومة جعلنا نشعر بالخجل الحقيقي وترك في صدورنا غصّة ومرارة وألما، وهو موقف سيسجله التأريخ كوصمة عار على جبين حكومتنا، وما عزاؤنا من "حكمة" الحكومة إلا التفهم الذي يبديه الشعب السوري  من أن هذا الموقف المشين لايمثل الشعب العراقي ولا أخلاقياته ولم يسجل لنا تأريخنا، كشعب، أننا وقفنا مثل هذه المواقف المخزية تجاه أشقائنا من الجيران وغير الجيران.. المثير للسخرية أن السيد الدباغ يتباهى  بأن حكومته قد قدمت مساعدات إلى الصومال وبلدان أخرى بعيدة لكنها للأسف تعتذر عن مد يد العون لشعب شاركنا حتى وقت قريب لقمة خبزه ومصالحه بل تحمل حتى المشاكل السياسية الناتجة عن موقفه هذا!المطلوب من حكومة المالكي،الآن وليس غدا،أن تبادر إلى تصحيح موقفها وأن تنظر إلى مصالح الشعب العراقي القادمة مع الشعب السوري وقواه الوطنية التي تخوض هذه اللحظات معارك مشرّفة من أجل حرية الشعب السوري وكرامته،وهي معارك تبدو للناس العاديين وليس للسياسيين معروفة النتائج، فبشار سيرحل والشعب السوري باق وحدودنا معه لن تغيرها المصالح الضيقة،والموقف الوطني يتطلب عاجلا مثل هذه القراءة التي لاتحتاج إلى نباهة سياسية وعلى حكومة المالكي أن تشعر بالخجل من المبادرات الفردية التي يطلقها العراقيون معلنين فيها استعدادهم لاستقبال العوائل السورية المهجرة والمهاجرة وأن يتقاسموا معهم رغيف الخبز، ردا لدين وتأكيدا لأخلاقية الشعب العراقي التي نستها الحكومة!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram