رعد العراقي فشل..خجل..وحسرة ثلاث كلمات يمكن ان تكون معبرة ولو بشكل بسيط عن حقيقة واقعنا الرياضي ، فالحديث بهذا الجانب له شجون والآلام تعصر القلوب وترمي بنا الى دهاليز اليأس من المستقبل إن استمرت عملية التشبث بمناصب إدارة الرياضة العراقية برغم ان التجربة أثبتت بما لا يقبل الشك ان الأسماء الرياضية اللامعة لا تعد شرطا في تحقيق النجاح الإداري بقدر ماهي موهبة فطرية وخبرة مكتسبة من مناهل صحية تعتمد على التطور
شعاراً لها ولا تتقيد بالعمل الروتيني ، الممل الذي يبدو هو من سيبقى يعتقل العقول ويقتل الطموح بدم بارد!! حجم المشاركة العراقية في اولمبياد لندن 2012 ودرجة الاستعداد والآمال الضعيفة المعقودة على تحقيق نتيجة مشرفة جعلت الجماهير الرياضية تنزوي بعيدا وتشعر بحرج وحسرة على ماوصلنا اليه من تراجع مخيف مقارنة بدول اخرى لا تمتلك ولو جزءاً بسيطاً من إمكانيتنا الاقتصادية وكنوز المواهب الشابة التي تنتظر من يزيل عنهم غبار الإهمال ويأخذ بأيديهم نحو وضعهم على طريق التألق واثبات الوجود بشكل علمي مدروس يبتعد عن المحاباة وآفة الواسطة! هل يعلم مَن يهمه الأمر ان سمعة العراق على المستوى الرياضي هي أمانة بأعناقهم؟ وهل يعلم ان فضائح التراجع بالمستوى قد أصبح حديث وسائل الإعلام العربية بعد ان أدركت الفارق الشاسع بين نتائج الرياضيين العراقيين في الماضي مع كل الاتهامات بعدم وجود الاهتمام والأموال وبين الحاضر الذي لا حديث نسمعه الا وكان التاكيد على خطط عبقرية ومبالغ مالية هائلة رُصدت من اجل انعاش الرياضة وملامسة الإنجاز العالمي! بالامس الاول كنت اتابع قناة الدوري والكاس القطرية وهي تضيّف الزميل إياد الصالحي للحديث عن المشاركة العراقية في اولمبياد لندن وشعرت بحجم الإحراج الممزوج بلوعة الموقف المخجل كعراقي الذي واجهه الزميل إياد وهو يرد على اسئلة مقدم الرنامج بشأن ضعف المشاركة وتلاشي الآمال بتحقيق نتائج جيدة عطفا على هزالة الاستعداد وامور ادارية اخرى لكنه تكلم بصراحته المعهودة ووضع اليــد على الجرح حينما اشار الى وجود ازمة ادارية حقيقية جعلت من الرياضة في العراق تدار من قبل الاتحادات وليس من قبل اللجنة الاولمبية وهي بحد ذاتها كارثة تكشف ما وصلنا اليه من فوضى وتعدد سلطة القرار وضعف القيادة المركزية للرياضة العراقية وبرغم هذا فان المحاسبة اصبحت تتهم بأنها نوع من التسلط فاختفت وراء هذا الوصف الكثير من الحقائق ومنها فشل المسؤولين الرياضيين بمختلف انفاسهم بعد ان وجدوا في مظلة الديمقراطية خير ملجأ للهروب من المسؤولية والتمسك بالمناصب عبر الغاء التدقيق او المطالبة بالعمل والانتاج وتقييم الاداء بكل حرص خوفاً من ذهاب الاصوات في الانتخابات القادمة الى غير مَن يقبض على الكرسي الذهبي! لكن يبدو ان هناك من يتغاضى عن روح الديمقراطية حينما ينأى عن محاسبة الذات والاعتراف بالإخفاق والمبادرة في ترك المسؤولية طوعيا وتسليمها الى من هو اجدر واكثر قدرة على تحقيق آمال الرياضيين والجماهير والامساك بعجلة التطور واعادة هيبة الرياضة العراقية حتى يثبت انه لا يطمع بمنصب بقدر ما يسعى الى خدمة المنصب الذي جاء به الى واجهة المسؤولية. سؤالنا الاخير..حينما نعجز عن تحقيق اي انجاز عربي حقيقي وعندما تصبح منتخباتنا ممراً لعبور المنتخبات الاخرى وعندما نفشل في تحقيق نتائج على المستوى الآسيوي وعندما نفشل في اثبات وجودنا في اولمبياد بكين 2008 ثم نتراجع بمستوى المشاركة في اولمبياد لندن 2012 مع تلاشي اي امل بالحصول على انجاز فمتى اذن ستتمتع الجماهير الرياضية بالاحترام ويخرج المسؤولون عن الرياضة ويعلنون بأنهم يتحملون كامل المسؤولية ويعترفون بالفشل بكل شجاعة ويقدمون الاستقالة ويحافطون على الديمقراطية التي تمر بأزمة مصداقية بعد أن ثبت بالدليل القاطع ان صندوق الانتخابات أحياناً يتحول الى صندوق العلاقات!!
باختصار ديمقراطي: رياضتنا.. ولوعة الصالحي!
نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:34 م