TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: فضيلة لرئيس الوزراء

شناشيل: فضيلة لرئيس الوزراء

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:40 م

 عدنان حسين الاعتراف بالخطأ فضيلة، والتراجع عنه فضيلة أكبر. ورئيس الوزراء نوري المالكي سجل لنفسه فضيلة كبيرة بالتجاوب مع اتجاه الرأي العام والتراجع عن القرار السابق القاضي بعدم استقبال النازحين السوريين الفارين من الموت الذي وجدوا أنفسهم يواجهونه من دون أن يستأذنهم أحد في ذلك، كما يحدث عادة في كل الحروب ، داخلية أو خارجية.
لكنّ قرار فتح الحدود أمام هؤلاء النازحين غير كاف في حدّ ذاته، إذ ليس في وسع آلاف العائلات العيش في العراء وعلى الهواء، فلابدّ من مخيمات تأوي إليها وتتستر بها، ولابدّ من أغذية وأدوية وخدمات أساسية أخرى. وهذا يتطلب تخصيص ملايين الدولارات وتوجيه المؤسسات الحكومية، المدنية والعسكرية، في المنطقة للمساعدة في تأمين هذه المتطلبات، وأمس صدرت الأوامر بذلك من رئيس الوزراء.نعرف ان الأموال لا مشكلة لدينا فيها، فعائدات النفط الهائلة يجري العبث بقسم كبير منها يستولي عليه الفاسدون في الدولة وخارجها. وثمة جزء في الموازنة العامة للدولة مخصص للطوارئ، وقد رُصد له مبلغ مُعتبر. ومن هذا المبلغ سيجري الصرف على النازحين السوريين فضلاً عن مواطنينا العائدين من سوريا الذين وعد رئيس الوزراء بإغاثتهم وإكرامهم.لن تمضي الأمور كما نرغب، حتى لو رُصدت مبالغ أكثر من الحاجة .. هذا مؤكد، ففي مثل هذه المناسبات أيضاً ينشط الفاسدون ليستولوا على حصة غير قليلة من موازنات الطوارئ، وفي مثل هذه الظروف لا تتخلى البيروقراطية عن عاداتها وتقاليدها الراسخة، فالبيروقراطيون مثل الفاسدين قلوبهم من حجر.يمكن للحكومة أن تُشكل لجنة وطنية تضم في عضويتها أيضاً منظمات غير حكومية كالهلال الأحمر ونقابة الاطباء. ويتعيّن عليها كذلك إشراك المنظمات الدولية ذات العلاقة التابعة للأمم المتحدة وغير التابعة كمفوضية شؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود.المنظمات الدولية لديها موازنات خاصة بمثل هذه الأوضاع، وهي لا تتردد عادة في تقديم خدماتها عند الطلب، وتمتلك خبرة جيدة في هذا المجال.في الأيام الأخيرة انطلقت حركة شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) تداعى ناشطوها الى نصرة الشعب السوري إنسانياً، وأبدى الكثير منهم استعداده لاستقبال عائلات سورية نازحة فيما تعهد آخرون بالتبرع بالمال والافرشة والمواد الغذائية.الحكومة مطالبة بتشجيع هذه الحركة ودعمها وإشراكها في اللجنة الوطنية المقترحة. خطوة مثل هذه ستكون لها نتائج إيجابية على المدى البعيد أيضاً، فمن غير الصحيح أن تظل الدولة تنوء لوحدها بثقل الأعمال الإنسانية. المجتمع كله عليه مسؤولية أيضاً.في العالم المتحضر تلقى الأعمال الإنسانية تجاوباً كبيراً من المجتمع. وجاء ذلك بناء على ثقافة تشكلت عبر مئات السنين. مجتمعاتنا الشرقية كثيرة الكلام عن الخير والإنسانية، ولكنها تقف في آخر القائمة على صعيد أعمال الخير والإنسانية.ما علينا من هذا فالنازحون السوريون يحتاجون منا الى عون فائق السرعة، ويمكننا، حكومة ومجتمعاً، تسجيل فضيلة كبرى بتحقيق هذا لهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram