علي حسين للذكرى فقط: هناك نحو مئات المتظاهرين أطلق عليهم الرصاص الحي، لأنهم هتفوا في ساحات وشوارع البصرة مطالبين بتوفير الكهرباء التي غابت عن بيوتهم. ولكي لا ننسى: الدكتور حسين الشهرستاني بشّر العراقيين جميعا، من قبل بأن "إنتاج الطاقة الكهربائية سيصل خلال شهر تموز إلى تسعة آلاف ميغاواط، ما يعتبر اكتفاء ذاتيا " طبعا لم ينس ان يؤكد ان الكهرباء ستفيض على الجميع، وخوفا من ان يصاب العراقيون بصعقات مميتة فان الحكومة ستضطر الى تصدير الفائض الى دول الجوار التي يغطيها الظلام مثل الكويت وتركيا والسعودية.
يواجهون بالهراوات والاعتقال لأنهم تجاسروا وتظاهروا وهتفوا " نريد كهرباء " في مسيرات ووقفات غضب.. وهناك شباب ضُربوا بقسوة لأنهم هتفوا ضد أكاذيب الشهرستاني.. وبالمقابل هناك نواب مثل عباس البياتي وعزت الشابندر والصيهود ومن لف لفهم لا يزالون مصرين على شتم الشعب لأنه مصر على المطالبة بالكماليات مثل الكهرباء والأمن والخدمات. خرجت الناس في البصرة من دون مكبرات صوت ومن دون وصايات، لم تحركهم عقائد وأحزاب محنطة، ولا سياسيون يركبون الموجة، ولا شعارات زائفة، مواطنون لا يسعون إلى سلطة، لكنهم ينشدون العدل والحرية، خرجوا على قوى سياسية تعيش على فضلات الطائفية، وعلى تسلط حكومي رمى بالفقراء خارج اهتمامات الدولة، وفساد استباح كلّ شيء. سياسيون ومسؤولون يعاملون مع الشعب باعتباره قطيعا، وفي أحسن الأحوال مجموعة من العبيد، أو خوارج كما فتح الله على احد نوابنا المحترمين أو مشاغبين بحاجة إلى تأديب على حد قول مولانا أحد المسؤولين، الشعوب تقاد لا تقود هكذا يفهم البعض الديمقراطية، نظرة متناقضة لمفهوم الشعب عند بعض الساسة تجعلني في حيرة من أمري فقبل الانتخابات الكل يصرح بأن الشعب واع ولا يحتاج إلى وصاية وهو قادر على اختيار ممثليه، لكنهم يعودون اليوم ليقولوا لنا إن الشعب لا يستطيع قيادة نفسه وهو طيب ومسكين ومغرر به من جماعات لا تريد الاستقرار لهذا البلد، وحتما سيطلب منا هذا المسؤول الكبير أن نحمد الله على أن بعض الساسة قبلوا أن يحكمونا. بحت أصوات العراقيين وهم يطالبون بالقصاص من سياسيين أهدروا تسعة أعوام من حياة العراقيين في دروب العجز والفشل وسوء الإدارة والتهافت على سرقة كل ما يقع تحت أيديهم، تسع سنوات من اللف والدوران والكذب، حيث لا مؤسسات دولة، فقط برلمان أعرج وأعور، وحكومة تشبه حكومات جزر القمر والصومال.سياسيون يحاربون بكل‎ ما أوتوا من أجهزة قمع للدفاع عن قيم الاستبداد، وحكم الطوائف حيث المسؤول والسياسي ومقربوه هم كل شيء، ساسة يعادون كل من يرفض أن يدخل حظائر التدجين، ويشنون حربا لا هوادة فيها من اجل إعادة ثقافة القطيع التي سعى “القائد الضرورة” إلى نشرها، سياسيون يرفعون شعارات طائفية مقيتة ويرون في كل من يعارضهم عميلا أو واجهة لقوى أجنبية، وكل معارضة لا تسمع ولا تطيع فهي مأجورة وتعمل ضد مصالح البلد. سياسيون بعقول متحجرة من الماضي، منفصلون عن الناس ويعيشون في دنياهم الخاصة المغلقة على طريقة تفكير لا تهتم بمستقبل البلاد قدر اهتمامها بمستقبل الأصحاب والرعايا والمقربين وتفتح الباب أمام السراق والمزورين والانتهازيين.يا أهالي البصرة المساكين، اليوم انظر الى وجوهكم فأجدها شاحبة ومتعبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيو الصدفة الذين سرقوا أحلامنا، وجعلوا من البلاد رهينة بيد مجموعة من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة.فيا اهلي في البصرة اليوم وغدا سنظل معكم نتظاهر ونقول لا، مرة ومرتين وثلاث وعشر، لكل الشلاتيغ الذين صدرتهم لنا مجالس المحافظات ليتحكموا في رقاب العباد. سنقول لا للمرة الألف، لأن حرية الناس وأمنها واستقرارها تساوي أكثر بكثير من المعروض علينا، من بضاعة منتهية الصلاحية . سنقول لا، لأن آثار معركة الحريات لا تزال باقية في محافظات البصرة وبابل والسماوة وميسان وواسط،يا اهلنا في البصرة اهتفوا بصوت واحد: لا لمجالس محافظات أثبتت فشلها، لان مصائر الناس لا يمكن أن تترك لإرادة أفراد يحكمونها ويتحكمون فيها، وهذا هو الفارق بين شعوب تصنع التقدم، وشعوب عاجزة ..
العمود الثامن:مجلس محافظة البصرة.. حان وقت الحساب
نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:55 م