علاء المفرجي على الرغم من تربع فيلم باتمان "عودة الفارس الاسود"الصدارة لقائمة الافلام الاكثر ايرادا هذا الاسبوع، لكنه لم يكن في مستوى طموح صانعيه في ان يتخطى الرقم القياسي للافلام الاكثر ايرادا ، حيث أحجم العديد من رواد السينما عن مشاهدة أي أفلام بعد حادث إطلاق النار العشوائي في دار للسينما بولاية كولورادو خلال عرض الفيلم منتصف ليل الجمعة والتي ذهب ضحيتها عددا من رواد دار العرض السينمائي.
السؤال الذي يطرحه الكثير في هوليوود هو هل من الممكن ان تسهم هذه الحادثة في تقديم دعاية مجانية للفيلم؟، وبالتالي في زيادة مداخيله في شباك التذاكر، ام العكس؟ خاصة وأن اساليب الدعاية في السينما اتخذت الكثير من الاساليب. فنجوم السينما ومن لحظة ولادة هذا الفن ، كانوا هم أداة الدعاية الأساسية للأفلام، وظّفتها شركات السينما خير توظيف، وصولا إلى ما اصطلح عليه في ما بعد بـ"صناعة النجم"، أو "نظام النجوم"، وهو الكيفية التي يصنع فيها النجم، وكيف تصنع علاقته بجمهوره، والعامل الاجتماعي الذي يحدد هذه العلاقة.ولسنوات طويلة استمر اعتماد صناع الفيلم في هوليوود على النجم باعتباره مادة إعلانية مهمة، وما ذهبت إليه ماريت ثورب في كتابها "أميركا في السينما" دليل على ذلك، حيث تقول"إن نحو مئة ألف كلمة كانت تخرج يوميا من هوليوود جاعلة منها ثالث اكبر مصدر للأخبار بعد واشنطن ونيويورك"، وهي أخبار خاصة عن نجوم السينما.وكان من الطبيعي أن تتطور وسائل الدعاية والإعلان عن المنتج الهوليوودي مع التطور المضطرد لفن السينما، وهو تطور اتخذ أشكالا وصيغاً مختلفة الهدف منها تسويق هذا المنتج، وأنموذج للإعلان الفاعل والدعاية القوية هو الضجة الكبيرة التي رافقت الاستعداد لعرض فيلم جورج لوكاس (حرب النجوم) بجزئه الأول قبل خمسة أعوام، وهو أنموذج يستحق التوقف عنده للإشارة إلى احد الأساليب الهوليوودية في الإعلان والترويج عن المنتج الفيلمي، فقد أثار الإعلان عن هذا الفيلم موجة من الذعر للاستوديوهات الكبرى التي انكبت على تغيير مواعيد عرض أفلامها تجنباً لمواجهة مباشرة مع هذا الفيلم الذي بدأ الإعلان عنه حتى وهو في المراحل الأولى للتصوير، من انه يستحق نجاحا جماهيريا لا مثيل له في موسم الصيف، وهو الموسم الذي تراهن عليه شركات الإنتاج في تسويق نتاجاتها، وقوة هذه الدعاية وصلت إلى حد أن منافسي هذا الفيلم استعانوا به في إعلاناتهم الخاصة، كما حدث مع فيلم منافس آخر في حينه هو فيلم (اوستن باور) المستوحى من أفلام التجسس في الستينيات الذي اعتمد إعلاناً يقول" إذا كنتم لا تريدون سوى مشاهدة فيلم واحد في هذا الصيف فشاهدوا - حرب النجوم - لكن إذا كنتم راغبين في مشاهدة اثنين فعليكم بـ - اوستن باور - "، وسرعان ما خطف (حرب النجوم) ثمار هذه الحملة الدعائية الكبيرة.ومع الفتح الكبير للثورة المعلوماتية، اخذ صناع السينما الاعتماد على شبكة الانترنيت كوسيلة دعائية مهمة ، فقد أصبحت النتاجات السينمائية الضخمة متوافرة على مواقع لها على هذه الشبكة وقد شكل (مشروع الساحرة بلير) سابقة في مجال الدعاية السينمائية التي كان لها الفضل في النجاح التجاري غير المسبوق لهذا الفيلم، والذي حقق أكثر من مليون دولار في صالات العرض الأميركية وحدها، في وقت لم تتجاوز تكلفته سوى آلاف الدولارات.ولم يتوقف منتجو الأفلام عند أسلوب واحد في الدعاية بل اعتمدوا طرق أساليب مبتكرة، البعض منها لا يخطر على بال، وأصبح هاجس الدعاية يبدأ مع تبلور فكرة صناعته لضمان نجاح المنتج الفيلمي هذا.ولعل ما ذهب إليه صناع فيلم (حرب العوالم) لستيفن سبيلبرغ في اعتماد طريقة مبتكرة في الدعاية، دليل على ذلك، فقبل انطلاق الفيلم بأيام يستغل صانعوه ظهور بطل الفيلم النجم توم كروز في البرنامج الشهير (أوبرا) ليعلن عبر هذا البرنامج وبطريقة مسرحية ارتباطه بممثلة شابة ، تظهر من خلف كواليس البرنامج فجأة أمام الملايين من مشاهدي هذا البرنامج.
كلاكيت :حادثة كولورادو.. دعاية ايضا
نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:57 م