TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إعلام خائف

إعلام خائف

نشر في: 26 يوليو, 2012: 05:02 م

يعقوب جبر ثمة تنويه بارز تستخدمه الصحف والمواقع الإلكترونية هو العبارة  الآتية: المقالات المنشورة لا تعبّر إلا  عن آراء أصحابها ، لكنها عبارة يتم توظيفها للهروب من الحقيقة ، فالممول ينشر هذه الآراء مستهدفا إسقاط خصومه بالضربة القاضية .
هكذا دأبت هذه الجهات على ممارسة سياسة تمويهية ضمن فضاء إعلامي خائف يسوده الرعب ، وتنتشر عبر ساحته معركة ساخنة يقودها عدد من التجار الممولين الحريصين قبل كل شيء على حماية مصالحهم ، نخلص مما مضى إلى أن الإعلام الحر مهمش جدا ، ويسود عوضا عنه الإعلام التجاري الذي يحرس مصالح الممولين ، ويهمل مصالح الشعوب ، أو هو إعلام يحافظ على رساميل السياسيين الكبار ورجال الأعمال والشركات الكبرى والحكومات المستبدة ؛ حتى تلك التي تتظاهر باحترام حقوق الإنسان ، ولا تقتصر عملية الحماية والحراسة على هذه النقطة ،  بل تتضمن المشاركة في تنمية هذه الرساميل ، معنى ذلك أن هذه الجهات الإعلامية تساهم في عملية احتكار الثروة وتعزيز سلطة الأحزاب والطوائف المتنفذة سياسيا  والدفاع عن الحكومات الدكتاتورية ، وتساهم أيضا في مسلسل إلحاق الضرر بفقراء العالم .الإعلام هذا ليس إعلام الشعوب الفقيرة الطامحة إلى الخلاص من نير الاستبداد والظلم ، بل هو إعلام الاستبداد .فمثلا تشهد منطقة الشرق الأوسط حملة إعلامية من قبل مختلف وسائل الإعلام ظاهرها التعاطف مع الشعوب وقضاياها العادلة ، لكن حقيقتها الخفية أنها معركة بين دول وبلدان كبرى وصغرى ، فالإعلام البارد هذا يشن حملة واسعة النطاق لتغيير خارطة المنطقة ،مركّزاً على الصراع السوري الداخلي ، مستعرضا نقاط ضعف النظام السوري عاكسا كالمرآة سياسة القمع التي يستعين بها لكبح معارضيه لكنه لا يتطرق لأعمال العنف التي قام ويقوم بها المعارضون ضد الجيش والشعب السوري ، لذلك هو إعلام يبرز جانبا من وجه الواقع مخفيا الوجه الآخر منه .وقد استعان هذا الإعلام بأساليب متعددة لإذكاء المعركة في سوريا منها إثارة الفتن الطائفية ، ونقل الصورة ناقصة عن الوضع في سوريا ليتم تسويقها عبر وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء الدولية ، حتى تنخدع شعوب العالم الأول والثاني والثالث وتتخذ موقف الداعم للمعارضين السوريين .أما بالنسبة للواقع العراقي السياسي فالصورة مشابهة ،فالإعلام العراقي ذو جنبتين الأولى أنه إعلام طوائف وأحزاب يساهم في الدفاع عن مصالح هذه الفئات مثيرا بعض الأحيان الصراعات السياسية الساخنة ، والجنبة الثانية أنه إعلام يساهم في إبراز معاناة المواطنين لكن تأثيره متواضع جدا فمعاناة المواطنين لا تزال كما هي رغم التغيير الطفيف الذي طرأ عليها .إن من أولويات العمل السياسي في  الوقت الحاضر وفي المستقبل في العراق ؛ حماية الإعلام الحر رغم أنه يتضاد مع مصالح الأحزاب والطوائف في العراق ، لتقويم التجربة السياسية وتطوير آلياتها لتصل إلى مستوى متقدم يشبه تجارب الشعوب المتقدمة في العالم الأول .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram