عامر القيسي يبدو أن حكومة المالكي أرادت أن تقدم اعتذارا غير رسمي لنظام الأسد على تراجعها عن اعتذار سابق عن استقبال اللاجئين السوريين الذين ابتلوا بحكم البعث،فتحفظت الحكومة على نداء الجامعة العربية تنحية الأسد حلا للأزمة في سوريا، لأن زعل الفاسد لا يدانيه زعل وغضب الشعب السوري على المواقف المخزية للحكومة العراقية من انتفاضة الشعب السوري،وهو تحفظ يتناغم مع الموقف الإيراني الذي لا يريد إسقاط الأسد ويهدد باستخدام حزب الله في المواجهات القادمة والحاسمة!
عزّت الشابندر هو الآخر شمّر عن ساعديه في مؤتمر صحفي ليقول، إن ربيع قطر والسعودية وتركيا مع قرار الجامعة العربية يؤسس لقاعدة " التدخل " في شؤون السيادة لسوريا وأبدى الرجل تخوفه من أن يكون القرار القادم من حصة العراق، هكذا افترض الشابندر،وهو الذي حتى الأمس القريب كان يتحدث عن الإجماع العربي ونجاح قمة بغداد وعودة الدور الريادي للعراق في المنطقة!الشابندر الذي تصافح وتبادل القبل مع الأميركان والبريطانيين والأستراليين والطليان وتناول معهم أطيب الهامبركر والأسباكتي والهوت دوك وتسلم منهم سلطة على أنقاض سلطة صدام التي أسقطها التدخل الخارجي وليس نضالات السيد الشابندر، لا يوافق على نداء،مجرد نداء،الجامعة العربية، بإجماع عربي، بتنحية الأسد وتأمين ملاذات آمنة له ولبطانته والشروع بعملية سياسية تنقذ الشعب السوري من كارثة الأسد، على أساس أن هذا الربيع طائفي،في إشارة بالاسم لقطر والسعودية وتركيا، لإحساسه بأن الرأي العام العراقي والعربي والدولي مقتنع بدعم حكومة المالكي نظام الأسد،وفي محاولة للتمويه على هذا الموقف قال، إن "الحكومة العراقية لا تدعم نظام بشار الأسد ولكنها عارضت قاعدة جديدة ابتدعتها قطر وأيدتها السعودية"، متهماً الدولتين بـ"جمع العرب المرتشين لاتخاذ قرار ضد رئيس على سدة الحكم " هكذا إذن، العرب كل العرب مرتشون وهو موقف سيساعدنا كثيرا على بناء علاقات "طيبة جدا"مع الأشقاء العرب ولا ندري بماذا سيجيب الشابندر لو أن الدول العربية قدمت احتجاجا رسميا على تصريحاته وطالبته بالوثائق أن يثبت نوع وكمية الرشاوى التي تسلمتها الحكومات العربية نتيجة موقفها المؤيد والمتعاطف مع انتفاضة الشعب السوري!!ودعا الشابندر الحكومة العراقية إلى "التعامل بتحفظ مع اللاجئين السوريين كون العمليات الإرهابية التي حصلت في العراق كانت بدعم من الخارج"، لافتاً إلى أن "السلاح الموجود عند المسلحين السوريين يضاهي ما تملكه الحكومة السورية".الإرهاب إذن كان يأتينا من الشعب السوري وليس من سلطة الأسد ونظام البعث باعتراف رئيس الوزراء الذي ينتمي الشابندر إلى كتلته،واللاجئون المغلوب على أمرهم سيأتون عبر المعابر الحدودية الرسمية مخبئين في حقائبهم البائسة المفخخات والأحزمة الانتحارية!! ولاندري أيضا كيف يريد السيد الشابندر أن يصدقه العالم من أن المعارضة تمتلك أسلحة تضاهي ما يمتلكه جيش الأسد، ونضيف لتصريحاته،إن المعارضة لم يعد ينقصها إلا الأسلحة الكيميائية وطائرات الميراج الفرنسية والـ أف 16 الاميركية والميغ 27 الروسية لكي تتفوق على تسليح جيش الأسد.. وحده الشابندر يرى الأمور بهذا "الوضوح والشفافية" فيما يتجنى الآخرون على البعث وبشار والشبيحة.. كل الآخرين العرب والكرد والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة وشعوب المنطقة!!ووحده الشابندر غير مسرور بأن يكون جاره نظاما للبعث..فيا لسخرية الأقدار!!
كتابة على الحيطان: خريف الشابندر وربيع المنطقة!
نشر في: 26 يوليو, 2012: 05:19 م