TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الرسم مابعد 100 درجة مئوية

الرسم مابعد 100 درجة مئوية

نشر في: 27 يوليو, 2012: 05:29 م

المدى الثقافي ظل صدمة الحروب والتحولات الكبرى خلال العقود الماضية هاجسا للفنان التشكيلي المعاصر .. حيث شكلت محور اهتماماته ، وتعد استشراق مستقبلي للثقافة البصرية التي يحتاجها الانسان المحاصر بالمتغيرات  ،  ولاننا تعودنا أن نرى العالم وهو مجسم، ونراه وهو متأصل، ونراه وهو تابع وخاضع، الآن بدأت تتفكك هذه الالتباسات أمام العالم وهو متحول وهو يتخلص من الكثير من الأشياء التي كرست تابعية الإنسان للأفكار الكبرى وللمرويات الكبرى، فالإنسان والصورة والهوية والمعنى  واللغة  هي الآن عارية أمام هذه التحولات، فكل هذه الأفكار وكل هذه المجترحات سيقدمها لنا الفنان التشكيلي والبصري إبراهيم رشيد.
بهذه الكلمات قدم الناقد علي حسن الفواز ضيف اتحاد الادباء ،  الفنان التشكيلي  المغترب  إبراهيم رشيد العائد الى راض الوطن بعد ما يقارب الثلاثة عقود من الغربة ، وابراهيو رشيد الذي برز في الثمانينات كواحد من ابرز الوجوه التشكيلية الشابه في العراق  هاجر مرغما  وهو يحمل أوجاع  عقود  مغمسة  بالآلام  والفجيعة، حيث حطت به محطات  الترحال  في السويد ، فشارك في العيد من الأعمال المهمة  هناك،  معتمدا على أن الفنان التشكيلي  يجب أن تكون  له بصمة  واضحة  خاصة به  من خلال المشاركات الكبرى  خارج منطقة " الغاليرهات "قبل الحديث عن تجربة الغربة قدم رشيد فيلما عرض فية مجموعة من تنتمي إلى زمن الموت والحروب التي حملها في جمجمة اللون، مجسدا فيها  " زمن الحرب " وجاءت تلك اللوحات مغمسة بالألم .مضيفا  : لقد أنجزت في السويد مشاريع فنية عدة ، ففي هجرتي  ركزت فيها على المراكز الفنية التابعة للدولة ، وهي المتاحف الفنية التي تقدم التجربة الفنية على مستوى راق ، وسأعرض لكم فيلما من إنتاج التلفزيون السويدي، بعنوان "ما بعد  100 درجة مئوية " وهي النقطة الفاصلة بين التبخر والغليان ، وهذا يعني أن النقطة التي تفصل بين الموت والحياة أو بين السائل والغليان، ربما تكون هي رمز لحياتنا التي كانت آنذاك.  مضيفا : ان هذا الفيلم مبني على أساس الفكرة والرسائل التي جاءتني  من الأهل، وهي فكرة " تدمير وبناء "  وعندما طرحت هذا المشروع بتلك التسمية ، وهذا يعني أن الإنسان بطبيعته يبني ويهدم، على مرور العصور، وحتى برج بابل الذي يمثل رمزا لحضارتنا بُني وهدم، هذه الفكرة أثارت انتباه المعنيين  في السويد، فذهبوا إلى ألمانيا لتصوير بوابة عشتار النسخة الأصلية التي تحمل جميع الرموز وتاريخ الحروب التي حدثت آنذاك، وقد صورت كخلفية لمشروعنا، أما الجزء الثاني يتعلق  بمشروع العمل الفني بالتحديد، ولان الفيلم باللغة السويدية فقد قام الفنان المحتفى به  بترجمة فقرات منه للحاضرين قائلا :  الجزء الأول من الفيلم هو صور من متحف برلين إلى بوابة عشتار التي تحمل تاريخ الحرب، والجزء الثاني في متاحف السويد، وهي محاولة ربط الماضي بالحاضر من خلال بناء حضارات وتهديم حضارات، وما حدث ويحدث الآن من عام 1980، الى الآن يحمل الشيء نفسه ، وهي محاولة لربط الحقب الزمنية التي مرت على مر العصور .وأوضح الفنان إبراهيم رشيد من خلال عرض الفيلم  بعض النقاط المبهمة من خلال الترجمة  لفهم هذه الحضارة العريقة وتبيان هذه الرموز الرافدينية التي تمثل القوة والعظمة والحرب، وبناء هذا البرج العظيم القريب من النهر.وأضاف رشيد في شروحاته للوحات التي عرضت من خلال الفيلم أنها تمثل لحظة "الموت والحياة" وهي تثير تساؤلات عدة ، هل هي لحظة نوم؟ أو لحظة موت؟ أو لحظة استيقاظ؟ أو لحظة حب؟ او شيء من هذا القبيل؟ بعد قدم عدد من الحضور مداخلات حول بعض اللوحات وكان من أبرازها أفكار وأسئلة الناقد فاضل ثامر التي حاول فيها أن يوظف الإشارات الموحية في اللوحات وانعكاساتها على الرؤية البصرية للمشاهد أو المتقصي من خلال اللون والرمز. الفنان ابراهيم رشيد من مواليد بغداد 1957 درس في اكاديمية الفنون الجميلة وهاجر الى كندا في تسعينيات القرن العشرين حصل على الماجستير في العام 2010 من كندا له العديد من الكتب والمنشورات كونه فنان واكاديمي يدرس في جامعات كندا والسويد لمادة الرسم والتخطيط والفن الانشائي له سيرة غنية وثرة لا يمكن اختصارها  في سطور قليلة ،  نتمنى ان تصبح العودة الى الوطن سمات هذه المرحلة للفنانين التشكيليين المغتربين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram