TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس: فضيحتنا

قرطاس: فضيحتنا

نشر في: 27 يوليو, 2012: 05:36 م

 أحمد عبد الحسينفي الخبر إن الجيش السوريّ الحرّ وضع يده على وثائق تثبت تعاون بعض قادة المعارضة العراقية "سابقاً" ممن كانوا في سوريا مع مخابرات الأسد، وقالوا إنهم سيكشفون عن هذه الوثائق قريباً.
لو صحّ الخبر، ولو تمّ الكشف عن وثائق كهذه فستكون فضيحة بحقّ، تعدل في حجمها و"فضائحيتها" وثائق كوبونات صدام.من عاش في سوريا التسعينات وكان مطّلعاً على أحوال قادة المعارضة العراقية هناك لن يستغرب أو يندهش من كون بعض هؤلاء القادة أفراداً في مخابرات حافظ ـ ثم بشار ـ الأسد، فالجميع كانوا مرتبطين بمكتب تابع للمخابرات يديره عميد "مشهور باسمه الأول صلاح" عُرف عنه تقريعه الدائم لهم كلّ صباح، وأحياناً لا لشيء إلا للتفكّه والتندّر عليهم.كثيرون لم يندهشوا من صمت الساسة العراقيين مطوّلاً خلال سنين على التدخل السوريّ الفضّ في الشأن العراقي وإشاعتهم الفوضى، وتبنّي سوريا الأسد للقاعدة وتدريبها، لم يستغربوا ذلك كله لأنهم رأوا خلفه سبباً وجيهاً ـ إضافة إلى أوامر إيران ـ يتمثل في ابتزاز مخابرات الأسد لساستنا بكشف وثائق تعاملهم السابق معها.نتذكر كيف شهدنا أحياناً سياسيين عراقيين حاولوا أن يبتلعوا حبة شجاعة ليدينوا مواقف سوريا وتلاعبها بأمن العراق لكنهم سرعان ما يبتلعون تصريحاتهم الحادة وينسونها ويحاولون إنساءنا، ربما كان وراء ذلك كله خوف من كشف هذه الوثائق.إذا صح الخبر وأصبحت هذه الوثائق في يد المعارضة السورية فهل سنشهد فصلاً جديداً من المساومات قد يسفر عن تغيير الساسة العراقيين مواقفهم باتجاه التودد لخصوم بشار.مصادر في الجيش السوري الحر قالت إن الساسة العراقيين المتورطين بالتعاون مع مخابرات النظام السوري، هم الآن مسؤولون كبار في الدولة العراقية، وإنهم بكشفهم الوثائق سيجعلون فضيحتهم بجلاجل.أظن أن هذه المصادر مخطئة فلن تهزّ هذه الوثائق شعرة من رأس أو لحية مسؤولينا، ستمرّ هذه الفضيحة مثلها مثل فضائح سابقة وفضائح أخرى ستأتي بإذن الله، فضائح السرقات والاختلاس وتزوير الشهادات وتعيين الأقارب ومساندة الإرهاب وتهريب السجناء والمطلوبين للعدالة، سرقة قوت الناس واستيراد بضائع فاسدة، التلاعب بالقوانين وفضائح أخلاقية بلا حصر، هذه وغيرها كثير ارتكبها الساسة عندنا ونشرت بالوثائق وعرفها الناس وتكلموا عنها لكنها مرتْ وعبرت بسلام، وما زال لدينا ـ في الشارع كما في الإعلام ـ من يدافع عن السياسيّ الفاسد والمرتشي والطائفيّ بأساليب وحجج لا يصل إليها حتى الشيطان الرجيم.السوريون الأحرار تكلموا عن فضيحة ستحيق بالساسة العراقيين، لأن هؤلاء السوريين لم يعرفوا بعد أن جلود ساستنا كجلود التماسيح لم يعد يؤثر فيها شيء، فقدوا الحسّ منذ زمن بعيد وأفقدوا أتباعهم الحسّ أيضاً، ربما لأن أتباعهم أخذوا العقار الطائفيّ الذي يجعل كل ما يأتي به ابن الطائفة حسناً وخيراً محضاً.أرض السياسة العراقية أرض فضائح وفيها أناس احترفوا الفضيحة وأدمنوها.. ولذا فإن وثائق تثبت ارتباطهم بمخابرات نظام في طريقه للزوال لن تحدث فضيحة لأناسٍ .. وجودهم هو الفضيحة .. فضيحتنا لا فضيحتهم. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram