وائل نعمة كنت اعتقد ان وزارة الكهرباء "منحوسة"، وزراؤها تساقطوا الواحد تلو الآخر، وتلاحقهم تهم الفساد والتعاقد مع شركات وهمية وأوامر إلقاء قبض وأحكام غيابية،ووسائل الاعلام بكل اشكالها كتبت آلاف التقارير والتحقيقات والاعمدة ضد هذه الوزارة منذ 2003 الى اليوم،وشهدت البلاد سخطا شعبيا منذ حزيران 2010 في تظاهرة الكهرباء
بالناصرية والبصرة ،ولحقتها احتجاجات شباط 2011 في بغداد ،وحذر مراقبون من تكرار حدوث تظاهرات مكهربة في كل صيف مع ارتفاع درجات الحرارة وشح تجهيز الطاقة،وهو ما يحدث اليوم في البصرة ،حتى وصل الامر ان نوابا عن المدينة هددوا قبل ايام بقيادة التظاهرات اذا لم تتحسن كهرباء البصرة.أربعة وزراء خرجوا من الوزراة بـ"فضيحة " ، مهددين ومتوعدين بكشف المستور على الرأي العام،ولا نعرف بأي طريقة يتم تسويف التهديد وإزالة الوعيد حتى ننسى الوزير القديم وننشغل بمصائب الجديد.مؤخرا بدأ يظهر دور نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني كوجه بديل للوزراء المطرودين بتهم الفساد،يقول النائب عدي عواد الأكثر اعتراضا في لجنة النفط والطاقة بان الشهرستاني يلعب دورا اعلاميا اكثر منه واقعيا في توصيف حالة الكهرباء ،وأكد لي النائب في وقت سابق بان الشهرستاني يعمل على تحذير كل العاملين في الوزارة من البوح بأي تصريحات اعلامية مخالفة لما يقولها.والشهرستاني حسب قول عواد يؤكد بشكل مستمر ان مشكلة الكهرباء في طريقها الى الحل و2013 سيكون شاهدا على انتهاء هذه الأزمة ،فيما يشكك عواد بتلك التصريحات لان مشاريع وعقود خاصة بالكهرباء يعول عليها في انهاء المشكلة لم ينجز منها الى الان سوى 20%.لم تعد الكهرباء "منحوسة " فبعد صعود عفتان وزير الكهرباء الاخير والشهرستاني القائم على ملف الطاقة في البلاد في سفينة واحدة اصبح من الصعب إغراقهما، فالأول مدعوم من القائمة العراقية ،والثاني يقف وراءه رئيس الوزراء والتحالف الوطني باستثناء التيار الصدري المترصد لأخطاء "الفريق الكهربائي "، تحولت الوزارة الى "محظوظة " فاكبر كتلتين نيابيتين تدعمان توجه "الكهرباء "، على الرغم من ان الكتلتين لم يلتقيا في وجهات النظر الا في حالات معدودة على اصابع اليد الواحدة.بوادر حظ الوزارة ظهرت في فشل مجلس النواب في اكثر من مرة في استجواب الوزير ،كما منع احد اعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب وضع تقرير واقع الكهرباء المعد من قبل المجلس حول اخفاقات الوزارة وفشلها في توفير الطاقة على جدول اعمال البرلمان.وقال الساعدي قبل ايام لـ"المدى " ان نوابا سيقومون بفضح تستر عضو الرئاسة في الاعلام اذا لم يوافق على قراءة التقرير في المجلس .حتى بعد رفع الحظر عن قراءة تقرير واقع الكهرباء يوم الخميس الماضي وجدت خلال متابعتي لوقائع الجلسة خشية من بعض النواب من انتقاد الوزارة بشكل مباشر ، حتى ان بعض النواب في العراقية قالوا في اثناء الجلسة " إننا لا ننتقد الوزارة بل نقيم عملها "! ...فحظا موفقا للكهرباء !
من داخل العراقوزارة الكهرباء ...محظوظة
نشر في: 27 يوليو, 2012: 09:40 م