TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > وليد الصراف : العراق بلد الشعراء رغم أنه يصادف الكثير من المعارضة

وليد الصراف : العراق بلد الشعراء رغم أنه يصادف الكثير من المعارضة

نشر في: 28 يوليو, 2012: 06:36 م

علي لفتة سعيد صاحب صورة شعرية بليغة يحرك فيها القصيد العمودي أو الكلاسيكي أو الشطرين كما يحلو للآخرين لكنه جعله بجرسه الموسيقي وصوره الهائمة في الخيالات شعراً حتى أن لا احد من العراقيين عوائل وأفراد لم يستمعوا لشاعر (أمير الشعراء) في برامجه وهم يدركون انه لن يكون الأول لأن لا اتصالات تمنحه في زمن اشتدت فيه الصراعات السياسية وتراجعت فيه الذائقة الثقافية وكان الحدس صحيحاً.
يؤكد الصراف أنه يريد أن يقول ما لم يقله إلا شعراً ويتذكر بل ويحفظ عن ظهر قلب ما قاله الآخرون عنه كالدكتور علي جواد الطاهر الذي قال في عام 1996، انه حين قلنا ونقول موصلي فلا نعني المحلية الضيقة وإنما هي إشارة إلى التعريف والى أن الموصل - ذات التاريخ العريق - على أبواب أن تجد شاعرها، وليس المقصود بشاعرها المعنى الضيق بل المعنى الواسع الذي يخرج عن البيئة المحدودة بهموم عراقية عربية إلى عوالم فسيحة من الآفاق الإنسانية.. ويذكر ما قاله عبد الرزاق عبد الواحد في عام 1993، بقوله عن الشعر انه  يذكرك بجزالة المتنبي وصنعة أبي تمام ورشاقة البحتري، هذا المزيج العجيب يمكن أن يتحقق لوليد الصراف بأقصى تجلياته يوما ما.. بل ويصفه من انه من  اخطر الشعراء العرب 1996.. ويشير الصراف إلى انه  وصل إلى الحلقة الأخيرة من برنامج أمير الشعراء وكاد يحصل على الجائزة الأولى وفاز برأي لجنة الحكام إلا أن التصويت عبر المشاهدين جعله يتراجع إلى المرتبة الرابعة.يقول عن الشعر العراقي انه لم يزل بخير ولا يمكن أن يكون البلد الذي طبخت شمسه مواهب المتنبي والسياب والخليل والجواهري إلا أن يكون بخير، الشعر قيل هنا والشعر سن دستوره هنا والشعر ظهرت فيه فصائل معارضة هنا، والشعر كان هنا والشعر سيبقى هنا، والشعر صادفته العديد من المشاكل ربما حاله حال الأشياء الإبداعية الأخرى في زمن المتغيرات وزمن انتشار الاتصالات السريعة سواء ما كان مرئيا هبر الفضائيات أو اتصاليا عبر الانترنت منها أننا لا نحسن تقديم أنفسنا الى العالم، وهذه مشكلة لوحدها، فضلا عن أننا بلد العمالقة يكون محرر الشعر فيه والحاكم بأمر الشعر في فضائياته وصحفه ومنابره ممن لا يحسنون الوزن ولا النحو ولا الصرف، لذا تختلط الأوراق ولا تجد من يسمح ويحجب ويلقي في سلة مهملات ويضع على الرف ...ويشير إلى أن السبب يكمن في أن الأمر وصل بهم إلى غياب النقد الحقيقي والإعلام النظيف حداً يتصورون معه أنهم بهذا الهراء الذي يكتبونه يتفوقون على المتنبي ويكبر غرورهم حتى يعجزهم عن تذوق الجمال في كل عصوره فيتوقفون عن تطوير أنفسهم ويبدأ الهبوط الذي يتوهمونه صعودا حتى يصلوا القعر.. ويبين الصراف أن اللهاث وراء التجديد دون فهم لطبيعة الأشياء والجهل النقدي والإعلام الذي لا يجيد لعبة الظل والضوء هذا الثالوث هو اشد خطرا على الشعر من افتك الأسلحة. والمشكلة أن الشعر والإعلام منذ عشرات السنين خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا وهذا سر لا افهمه مهما أعملت فكري.. ويمضي الصراف بالقول انه من الأوهام التي أسقطها الجهل الإعلامي والنقدي على صحفنا ومجلاتنا وعلى عقول الكثير من مثقفينا إن الشعر العمودي انتهى زمنه. فمرت سنين طوال لا تنشر المجلات فيها قصيدة عمودية بل حتى قصيدة تفعيلة ومع ذلك يصر الصراف أن الشعر العمودي باق انه ليس قطعة أثاث عتيقة تراكم عليها الغبار ولا حداء جمل في زمن هدير الصواريخ ولكنه الموسيقى التي يستحيل من دونها أن يصبح الكلام العربي شعراً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram