اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مـــــاذا سينــــتظر الحـكومة ؟

مـــــاذا سينــــتظر الحـكومة ؟

نشر في: 28 يوليو, 2012: 06:42 م

د. مهند البراك تتزايد المشاكل التي يواجهها العراقيون برجالهم و نسائهم و أطفالهم و شيوخهم منذ تشكيل الحكومة القائمة ـ رغم نجاحات في دورتها السابقة ـ، وسط تزايد النهب و السرقات الفلكية و الفساد الإداري الذي شمل حتى مسؤولي و منتسبي " هيئات النزاهة "  . . و قيل الكثير و كُتب و نُشر أكثر حتى صارت أخبار البلاد تغطي مساحات كبيرة في بيانات العديد من المنظمات الدولية الإنسانية و الحقوقية، الأمر الذي لم يعد يجدي معه اتهام جهة أو جماعة بعينها بكونها هي التي تدبّر ذلك لـ (تتصيّد في ماء عكر).
بل يشير مجرّبون و عارفون إلى أن خطورة ما تصل إليه الأحوال، قد لا تعد تجدي معها محاولات الكتل المتنفذة لسحب الثقة من الحكومة ثم تخفيف ذلك إلى (استضافة السيد رئيس الوزراء إلى البرلمان للمناقشة)، في وقت ترتفع فيه الخطوط الحمراء لحدود مماحكات الكتل المتنفذة مهددة وجود الكتل المتنفذة ذاته، الكتل التي تكوّنت على أساس السكّة التي رسمها الحاكم الأميركي السابق بريمر و على أساس مواقف الناخبين حينها رغم أنواع التلاعبات في عمليات الانتخابات.إن الارتفاع الكبير في درجات حرارة صيف تموز اللاهب و تواصل و تزايد انقطاع الكهرباء أساسا، و تواصل تعثّر توفر الماء الصالح للشرب، و ديمومة خراب مشاريع الصرف الصحي و النتائج الوخيمة لذلك في بلاد يعرف أهلها بأنها بلاد المليارات البترودولارية و الأمن و المعادن النادرة من الذهب و الزئبق الاحمر والى عوائل معادن الكولتان الفوق الأرضية والأنواع المتقدمة من اليورانيوم وغيرها، رغم التعتيم الجاري على قيمها الهائلة، و التي ابتدأت العمليات المتنوعة لسرقتها بأنواع فرق الكوماندوز مع اشتعال الحرب الخارجية التي أسقطت الدكتاتورية و أسقطت الشعب في فخ المحاصصة . . . المعادن التي تتراكض عليها شتى الاحتكارات الدولية دافعة أموالا لايحدها حدود إلاّ حدود الفساد و الكومّشن الذي أصاب ويصيب أعدادا متزايدة من أفراد الطبقة الحاكمة بكتلها المتنفذة . .و يشير خبراء إلى أن الشعور المتزايد للمواطن العراقي بكونه رقما لاقيمة له و رقما يزداد انسحاقاً، في حرب لصوصية من نوع جديد يشارك فيها أقطاب دولية و إقليمية و داخلية بالشعارات الطائفية و العرقية . . وفي منطقة بدأت تلتهب أكثر بتصاعد الصراع الدامي لإسقاط بشار الأسد و اضطرار عراقيي المهجر السوري إلى العودة بكل الطرق إلى بلادهم بعد ضياعهم الطويل في الغربة و فقدانهم من جديد حتى للحد الأدنى الذي اضطروا لقبوله مرغمين و انسداد جدوى الهروب من الواقع، و بروز دور الجماهير أكثر من اجل تحقيق الحد الأدنى لمقومات العيش بعد أن جرى تغييب ذلك الدور و تشويهه . . كل ذلك و غيره سيشكل من جديد مرتعاً خطراً لمنظمات إرهابية جديدة و في مقدمتها (القاعدة) التي صارت تعلن عن خططها الإجرامية بصوت عال، بتحالفاتها الجديدة . .و يشيرون إلى أن تواصل إهمال الحكومة لشعبها و تزايد معاناته . . قد تصل إلى حدود قد لايخفف منها تصاريح أو هبات مادية أو توافقات على برامج و إعادة رجال من الزمن البائد على خطورتها، و لامشاريع مكتوبة و مدبجة على ورق، و لااحتفالات لنجوم ترفيه . . . بعد أن ابتعدت الطبقة الحاكمة عن الشعب الذي يزداد تغرّباً عنها حتى بما يردد في مواكبه المذهبية، الأمر الذي صار يتطلب من الطبقة الحاكمة إجراءات عملية فورية بمستوى سرعة التطورات الجنونية الجارية، التي تعود إلى درجة كبيرة إلى نتائج أعمالها هي  :  وإلاّ فان التظاهرات التي اندلعت في البصرة و في أنحاء أخرى في البلاد إن اندلعت ليلاً و صارت تتواصل نهاراً غير عابئة بالرصاص الذي ينتظرها كما أخمدت به في السابق . .  بل صارت تهدد بقطع أنابيب النفط الذي تشعر بكونه لم يجلب لها إلاّ التعاسة و الخوف، بعد أن بدأت الجماهير لاتسمع حتى آراء الأحزاب الداعية  إلى اتباع الأصول القانونية، لأنها رأت بتجربتها أنها لاتجدي . . رغم النصوص الدستورية الواضحة في ذلك.ويرون أن الطبقة الحاكمة بكتلها النافذة إن لم تحقق شيئاً ملموساً للمواطن يبدأ بالتخفيف الفعلي من مآسيه اليومية، ليتواصل على منحه حقوقه الإنسانية الأساسية، قد لاتوقفه أية حجة بعد أن ذاق و يذوق المرارات كلّها  ، و قد يهدد بانفجار شعبي مدوٍّ أو بانتفاضة لاتبقي و لاتذر بعد أن استمر على الفقدان و الضياع طيلة تسع سنوات . . و الماكنة العسكرية الإيرانية مشغولة في سوريا وبأحداثها الداخلية وبالحصار المفروض عليها.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram