اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ضحايا الأسد بانتظار رحمة المالكي..النساء يتبرعن بحليهن.. وتسابق عشائري لخدمة اللاجئين

ضحايا الأسد بانتظار رحمة المالكي..النساء يتبرعن بحليهن.. وتسابق عشائري لخدمة اللاجئين

نشر في: 28 يوليو, 2012: 06:45 م

 القائم/ يوسف المحمداوي.. تصوير/ محمود رؤوف قالوا المال في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة، وهناك حيث لا مجال للفرح ولا هدنة مع الحزن، وجدت أكثر من ضياع وأقسى من لوعة في عيون ضيّعت مجبرة المال والوطن، المكان: العراق،  الموقع: قضاء القائم الحدودي في محافظة الأنبار، الزمان: بعد ليلة من هروب العوائل من مدفعية وصواريخ
 البعث الأسدي إلى مواقع الحجز كانت الساعة تشير إلى الرابعة فجراً حين انطلقت بفريق "المدى" عجلة المؤسسة صوب مركز القائم الحدودي، كنت والزميلين محمود رؤوف وطارق العزاوي أسرع من إطارات العجلة لهفةً للقاء من هجرتهم قنابل الموت البعثي، وبعد 420 كم من الانطلاق وهي المسافة الفاصلة بين العاصمة بغداد وقضاء القائم وصلنا إلى ضالتنا. توجّس في غير محلهلا اخفي عليكم توجسي من نقاط التفتيش المنتشرة والمتأهبة على طول الطريق الفاصل بين بغداد مركز قرار مصير المحتجزين وبين مركز احتجازهم، ومصدر ذلك التوجس هو الأخبار التي سمعتها قبل السفر إلى هناك، والتي تشير  إلى عدم السماح للإعلام بزيارة اللاجئين والاطلاع على أوضاعهم، ولكن ما لاحظناه هو العكس تماما، لأننا وجدنا تعاونا جديا وحرصا كبيرا من قبل تلك النقاط في تسهيل مهمة وصولنا لضالتنا، ولكن...وآه كم هي موجعة حين تأتي بغير مكانها، وتصل بآن ليس أوانها.فندق حلب السياحيكان الأمر الصادر عن القوات الأمنية بمرافقة مفرزة شرطة للعجلة التي تقلنا باتجاه منفذ القائم الحدودي، وبالفعل تحقق ذلك وكان ملازم منصور من الشرطة الاتحادية يقود المفرزة، وما أن وصلنا إلى مدخل المنفذ، منعت المفرزة وضابطها من قبل عناصر الجيش المنتشرة هناك، والذريعة الدائمة هي الأوامر بالطبع.استدارت عجلة الشرطة ومعها استدار عزم تفاؤلي 180 درجة باتجاه الإحباط، بعد أن طلب منا الضابط منصور الرجوع الى المجلس البلدي للبحث عن سبيل لتحقيق غايتنا. كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحا، ومع عجالة دوران ميل الساعة، كانت تسابقه خطوات اللهفة بضرورة اللقاء، اتصلت بمن اعرف، وكذلك زميلي محمود الذي افلح بمعرفة مكان مبيت وتجمع الإعلاميين وهو فندق حلب السياحي، الملاذ الوحيد لأي زائر لتلك المدينة.بداية رحلة العمل والأملتوجهنا إلى هناك والتقينا ببعض الإعلاميين من وكالات وفضائيات مختلفة، ومن هناك بدأت رحلة العمل والأمل هو الاطلاع على حقيقة ما يجري.الانطباع السائد الذي يتولد عند أي زائر لقضاء القائم، هو ان المدينة عن بكرة أبيها في حالة استنفار قصوى لخدمة اللاجئين بكل ما أُتيت من جود وغيرة ومحبة عراقية خالصة، نعم هذا ما لاحظناه من خلال حديث قيس العاني أو مهند العاملين في حقل الإعلام، شابان من القائم يتسابقان في تقديم خدماتهما شأنهما شأن شباب القضاء.اتصل قيس تلفونيا بأحد ضباط الجيش طالبا منه بأن يسمح له كممثل عن فضائية الانبار بزيارة مراكز تجمعات اللاجئين، التفت لنا  قائلا سيأتي مقدم فلان بعد ساعة لزيارة المركز وسندخل معه، مضيفا"انتم ستدخلون معي بصفتكم كادر من الفضائية، وافقناه مجبرين وقلت مع نفسي المهم أن ندخل تحت أي مسمى ونحقق ما جئنا من اجله.مع قوافل المتبرعين"لماذا لا نستغل الوقت ونذهب للقاء قافلة للمتبرعين قادمة من قضاء راوه؟"، هذا ما قاله قيس لنا وتوجهنا إلى موقع القافلة، فكان المشهد أكثر من رائع ويدعو للزهو والتباهي، شيب وشباب يتسابقون وهم صائمون في إنزال البضائع من عجلات حمولة كبيرة إلى مركبات اصغر ، وهذه بدورها تقوم بنقلها إلى مخازن جمع التبرعات الذي استحدثته الأزمة السورية.صديق كريم محمد من أهالي راوه معلم في إحدى مدارسها يقول قمنا بجمع التبرعات من الذين قاموا بذلك طواعية، موضحا بأنه يمتلك سيارة حمولة كبيرة هي التي قامت بنقل البضائع مجانا، فضلا عن قيامه بالتبرع بمبلغ مالي لصندوق اللاجئين، وعن المواد التي تبرع بها المواطنون، بين محمد بان أهالي راوه تسابقوا في تقديم المواد الغذائية بمختلف أنواعها، وكذلك مواد منزلية من معدات طبخ وفرش نوم وسجاد، ومبالغ نقدية، مضيفا بان العديد من النساء قمن بالتبرع بمصوغاتهن وحليهن الذهبية والفضية.جامع الإمام عليوبشأن الجهة التي تقوم بجمع التبرعات يوضح محمد أن جميع المواد والأموال النقدية وكذلك المصوغات تودع عند شيخ جامع الإمام علي بن أبي طالب الكائن في حي القادسية التابع لقضاء راوه، ثم يقوم الشيخ مع الأهالي بنقلها إلى مركز التبرعات في القائم، ويضيف محمد أن ما يفرح ويسر هو هذا التسابق بين أقضية ونواحي الانبار في تقديم التبرعات لإخوتنا السوريين.سألنا محمد هل قام بزيارة اللاجئين وعرف منهم شعورهم بما يصلهم من تبرعات، قال للأسف أن قوات الجيش تفرض طوقا امنيا على مواقع إقامة اللاجئين وترفض الزيارة لهم أو الحديث معهم، والسبب هو تحوطات أمنية، مضيفا أن أهالي راوه قاموا بإخلاء العديد من المنازل لغرض استقبال الإخوة السوريين، وكذلك تهيئة اغلب المدارس لهذا الغرض من اجل تخفيف الزخم والعبء على قضاء القائم، بالإضافة الى القيام بدورنا كعراقيين اتجاه إخوتنا السوريين، لنرد لهم أفضال ما قاموا به اتجاه اللاجئين العراقيين أيام محنتهم، لكن تفاجأنا بهذه الإجراءات التي جعلتنا نحن قبل اللاجئي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram